ما هي علاقة الفلسفة بالدين
بدأت الفلسفة منذ العصور القديمة بطرّح أسئلة حول الغيبيّات وما وراء الطبيعة والإله والكون والوجود والملائكة وغيرها من الأسئلة التي أجاب على بعضها ظهور الدين المسيحيّ ولم يجب على بعضها الآخر ممّا جعل الفلاسفة يبالغون في وضع الإجابات المنطقيّة والخارجة عن المألوف تارةً أخرى لتلك التساؤلات. ومع بزوغ شمس الإسلام فقد أجاب الدِّين الإسلاميّ على العديد من التساؤلات الفلسفيّة حول الأمور الغيبيّة والميتافيزيقيّة التي انتقلت عبر العصور ولم يكن لها أيّ إجابةٍ منطقيّةٍ يقبلها العقل والفِكر السليم؛ لكن وعلى الرغم من ذلك ظهر في العالم الإسلاميّ العديد من الفلاسفة كابن رُشد وابن حزّم وابن الطفيل والفارابي وابن خلدون وغيرهم من فلاسفة العرب والمسلمين الذين آمنوا بكل ما اعتُبر من مسلَّمات الدين الإسلامي إلا أنّ ذلك لم يمنع البعض منهم من مناقشة بعض الأمور وفلسفتها بمنهاجيته الخاصّة حول بعض المسائل كصفات الله تعالى، والبعث بعد الموت، وكيفية الحساب وعلى رأس هؤلاء أبو حامد الغزاليّ في كتابه تهافت الفلاسفة حيث جمع في طيّات كتابه الرأي والرأي الآخر للفلاسفة الذين تطرقوا إلى مسائل الصفات والبعث والحساب ووضح أنّ التفكير البشريّ سيبقى قاصرًا عن إدراك بعض المسائل التي غُيبت عنه؛ لذلك فالأصل في الدين الإسلاميّ هو ترك الجدال والحوار في الأمور الفلسفيّة التي غُيبت عنه بأمر سماويٍّ ويجب ألا يحاول البحث عن إجابة لتلك الأمور فلن يصل إلى شيءٍ وإنما ليه توجيه هذه القدرة في ما هو محسوسٌ ويعود بالنفعة على الإنسانيّة.