استمرّت حملة قريش للصدّ عن دعوة الإسلام، وكانت تتطوّر مع تتطوّر كلّ مرحلة، فلمّا فتح الله -تعالى- على المسلمين بإسلام حمزه بن عبد المطلب و عمر بن الخطاب حاولت قريش كبح جماح الدعوة بالتفاوض مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّ رسول الله كان ثابتاً كما عوّدهم، ولم يداهنهم على باطلهم، وممّا دفع قريش لرفع مستوى العداء، شعورهم بخطورة الموقف بعد أن التفّ بنو المطلب وبنو هاشم مسلمهم وكافرهم حول رسول الله؛ لحمايته، والدفاع عنه من بطشهم، فاجتمعوا في خيف بني كنانة، من وادي المحصب، لا على قتل محمّد عليه الصلاة والسلام، فقتله قد يؤدّي إلى استئصالهم، وهدر دمائهم، ولكنّهم لجأووا إلى أسلوبٍ جديدٍ من الصدّ والعداء بإعلان مقاطعة بني هاشم، وبني عبد المطلب، فاتفقوا على ألّا يناكحوهك، ولا يُبايعوهم، ولا يُخالطوهم، ولا يجالسوهم، ولا يكلّموهم حتى يسلّموا محمد-صلّى الله عليه وسلّم- للقتل، وكتبوا ذلك في وثيقة في السنة السابعة للبعثة، وعلّقوها في جوف الكعبه ويُقال أنّ كاتبها كان بغيض بن عامر بن هاشم، فدعى عليه رسول الله فشُلّت يده