244 مشاهدة
اعراب
بواسطة عُدل بواسطة

1 إجابة واحدة

0 تصويت

صندوق الزكريات‘‘‘

كثير من الناس يحتفظون بمقتنيات قديمة لتستدعي التذكر لديهم ، فيقتنصون لحظة من الزمن الحاضر للعودة إلى الزمن الجميل.

بين الذكريات والأسرار نقاط التقاء، وبين المقتنيات والاستثمار نقاط التقاء، وبين صبرنا وشغفنا بالحفاظ على كل أثر ماضٍ يمثل لنا شيئاً جميلاً في مرحلة ما من أعمارنا وحياتنا، هناك أيضاً نقاط التقاء. وبين كل هذه الأشياء هناك حنين ورغبة وسؤال: لماذا الذاكرة تحتاج دوماً إلى من يُذكرها؟! عبير الفوزان تفتح صندوقاً بلا أسرار لتستدعي ذاكرة من رأوا بأمِّ أعينهم كيف للذكريات أن تتسرب من بين أصابع الزمن!
في زمن الذاكرة التكنولوجية بدءاً من الفلاش ميموري، والهاردسك، لم يُعد لصندوق الذكريات مكان في حياتنا اليومية، فالرسائل الورقية والصور المطبوعة على الورق، والورد المجفف المنسي بين صفحات كتاب، والمناديل المعطرة والمطرزة بأول الحروف من أسماء الأحبة، كل هذه التفاصيل الصغيرة اختفت، فاختفى معها صندوق الذكريات.

باختفاء صندوق الذكريات سقط آخر معقل من معاقل الرومانسية. فلم يعد البكاء على الأطلال وارداً في زمن التقنية الحديثة، ولم يعد اجترار ذكرى الأحبة مثيراً للشجن. لقد أصبح الأحبة حاضرين رغم غيابهم، فعلى قيد ضغطة زر نستدعيهم، بدءاً من الصور القديمة التي ننسخها مئات المرات ونحفظها في ذاكرة التقنية، إلى الأحبة الذين فرقت بيننا وبينهم الأقدار مكانياً، فبفضل الفيس بوك، أكبر متلصص وباحث، لم يعد الفراق موجعاً فبضغطة زر، أيضاً، نستدعيهم، ونستدعي أخبارهم وأخبار من تفصلنا بيننا وبينهم قارات.
لقد أصبح التواصل المتواتر، من خلال التقنية، يقتل لهفة الرؤية وشوق اللقاء، فلم يعد لشعراء الحب دور في حياة المحبين، ولم تعد قصائدهم مقتبسة في رسائل الأحبة، حتى الأفلام لم تعد قصص حب ملتهبة تنتهي بأمل أو ألم. ومن ثمَّ لم يعد الأثر ذا أهمية في زمن الذاكرة الحديدية، ولم يعد الأثر سراً!

مقتنيات للذكرى
يبدأ الحنين عند ملمس الأثر الكامن في تلك المقتنيات، مثل: كتاب مصاب بأنيميا الرفوف، رزمة رسائل ذابلة بحروف على ورق مُسطر مكتوبة بحبر باهت، زجاجة عطر قديم فرّت منه الرائحة، ألبوم صور بالأبيض والأسود، قصاصات كُتبت في مقهى، بطاقات بريدية، علبة شيكولاته حديدية تحولت إلى صندوق ذكريات، أو أشياء مختلفة تخص أناساً أحببناهم.

كثيرون يحتفظون بهذه المقتنيات لتستدعي التذكر، ويقتنصون لحظة من الزمن الحاضر للعودة إلى الزمن الجميل. لذا كان في حياة معظم الناس، قديماً، صندوق ذكريات، أو ما يسمى صندوق الأسرار الصغيرة والجميلة. يرثه، أحياناً، أبناؤهم فيفرطون به، وبالتفاصيل وبالذاكرة الجميلة.
لقد كانت الأسرار والمشاعر تُخبّأ في صناديق متعددة الأحجام والأشكال، فصناديق الذكريات عند سكان الجزيرة العربية والخليج تختلف عنها في بلاد الشام، فبينما كانت سحارة «ومندوسا»ً في بلاد الخليج، فهي في بلاد الشام صناديق من خشب الجوز والصدف، وبينهم من كانت علب الشيكولاته الحديدية والبديعة الشكل صندوقاً لذكرياته وأسراره. فقد كانوا يختارون أجمل الصناديق لتحفظ ذكرياتهم.

بواسطة ✬✬ (25.4ألف نقاط)

اسئلة مشابهه

0 إجابة
34 مشاهدة
1 إجابة
26 مشاهدة
سُئل مارس 4 بواسطة Ouji
1 إجابة
54 مشاهدة
1 إجابة
59 مشاهدة
1 إجابة
23 مشاهدة
1 إجابة
56 مشاهدة
1 إجابة
1.0ألف مشاهدة
سُئل يناير 30، 2023 بواسطة موح
0 إجابة
177 مشاهدة
سُئل ديسمبر 4، 2022 بواسطة Szas
1 إجابة
121 مشاهدة
سُئل نوفمبر 15، 2022 بواسطة ibrahim
1 إجابة
131 مشاهدة
سُئل سبتمبر 6، 2022 بواسطة مجهول