167 مشاهدة
اجب علاسوالي من غير اختيار
بواسطة

1 إجابة واحدة

0 تصويت
هناك يقين منا ان الله هو الاول ليس قبله شئ

و هذا كلام من دار الافتاء

الإنسان العاقل توقن نفسه بأنه صنعة الله تعالى الذي خلقه بقدرته، ووهبه الحياة وأسبابها، وهيأ له سبل العيش في هذا الكون الفسيح، وتوقن نفسه أيضًا بأن كل شيء في الكون من سماء وأرض ونجوم وأفلاك وبحار وأنهار وكائنات لا تحصى مفتقرة محتاجة في وجودها إلى الله تعالى الذي أوجدها من العدم.

وتضيف: وهذا اليقين يأخذ العقل إلى التسليم بأن الله العظيم لم يكن أبدًا عدمًا؛ وإنما هو الأول الذي ليس قبله شيء؛ لأن من يقبل العدم لا يستطيع أن يوجد نفسه ولا أن يوجد غيره، وإنما يكون مفتقرًا إلى من يخرجه من العدم إلى الوجود، ومن المستحيل أن يفتقر الله تعالى إلى غيره، فهذا شيء باطل لا يسلم العقل بنتائجه، ولا يليق بمقام الألوهية الذي يجب له القدرة والغنى المطلق.

وتواصل: الواجب أن يوصف الله تعالى بالقدم، وهو في حق الله تعالى معناه أنه لا أول لوجوده تعالى ولا بداية ولا افتتاح. وليس المراد أنه مضى على وجوده زمان طويل، لأن الله تعالى لا يحويه زمان ولا يحيط به مكان.

وتتابع: قد اضطرب الفكر لدى بعض الناس فقاسوا وجود الله عز وجل بمقاييس العالم، فقالوا -بجهلهم- إذا كان كل شيء حولنا قد وُجِدَ بعد عدم فينبغي أن يثبت هذا لله تعالى فيكون موجودًا بعد عدم.

والجواب أولًا: أن هناك فارقًا بين المخلوق والخالق؛ فالمخلوق عبدٌ تجري عليه أحكام العبودية من الافتقار والاحتياج الدائمين، والرب رب يتصف بالغنى المطلق والقدرة النافذة والعظمة الباهرة، وإلا لما كان إلهًا وربًا وخالقًا لهذا الكون.

والجواب ثانيًا: أن مُسَبِّبَ العالم يجب أن يكون خارج عن حقيقة العالم مخالف له لا تسري عليه القوانين التي تحكم العالم، فإذا سلم العقل أنه رب العالمين فليسلم ضرورة أنه لا بداية لوجوده ولم يسبقه عدم، وهو معنى اتصاف الله تعالى بصفة القدم، فهذه الصفة تنفي عن الله تعالى أن يكون حادثًا بعد عدم؛ لأن هذا معنى لا يليق به عز وجل.

والجواب ثالثًا: أنكم لو فرضتم أن الله تعالى مسبوق بالعدم وجب أن تبحثوا عن من أوجده، فيكون البحث عن الموجد الحقيقي لهذا الكون، وكلما وصلتم إلى موجد سُبق بالعدم بحثتم عمن أوجده، وهكذا يتسلسل الأمر بلا انقطاع، وساعتها لن تجدوا مفرًا من أن تثبتوا لله تعالى صفة القدم.

وأكدت: لا يصح عقلًا ولا شرعًا أن يقال إن الله تعالى خلق نفسه، لأن هذا كلام باطل من أصله؛ فإن الذي يحتاج إلى الخلق هو المعدوم، فكيف يُوجِدُ المعدوم ذاته المعدومة، هذا من المحال، والقول به كفر. ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الانحدار الفكري فقال: "يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولَ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ  وَلْيَنْتَهِ".

السر الاعظم هو كتاب من تاليف الدكتور مصطفى محمود يتحدث فيه عن الكثير من الأفكار الصوفية الفلسفية، من خلال الاقتباس من الأبيات الشعرية والكتابات التي خطها رواد هذا التصوف الفلسفي، مثل ابن عربي وأبوالعزائم وغيرهم من كبار هذا المذهب.
بواسطة (1.1ألف نقاط)

لم يتم إيجاد أسئلة ذات علاقة