عندما نزل المسلمون إلى المدينة كان أول عمل يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم هو بناء المسجد، ثم قام بتشريع نظام "المؤاخاة" الذي تم إعلانه يوم 12 رمضان في دار أنس بن مالك رضي الله عنه، والمؤاخاة هي عبارة عن رابطة تجمع بين المهاجرين والأنصار؛ بحيث يتآخى كل مهاجري مع كل أنصاري على حدة.
أن نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار, كفل إحلال رابطة الأخوة ورابطة الدين محل رابطة القبيلة والعصبية القبلية, وكان بداية لإقرار الدولة الإسلامية, واعتبر الرسول صلي الله عليه وسلم نظام المواطنة في المجتمع وحقوقها أساسه الهجرة, لكي تستطيع الدولة الناشئة مقاومة الباطل, كذلك هذا التناسق في المجتمع أعطي فرصة للجانب التطبيقي, فلا شيء يتم في المجتمع إلا بنظام الشوري.
وأضاف: إن التاريخ لينبئنا أن أعداء هذا الدين قديما وحديثا كانوا يكيدون لهذا الدين عن طريق زرع الفرقة والانقسام بين أبنائه بدلا من الأخوة والاعتصام التي هي عماده, وهذا الاستقرار الذي أقره نظام المؤاخاة هو إقرار نظام الدولة الإسلامية, هذا الاستقرار وضع أول دستور في التاريخ.