يتحدث الشاعر في هذه القصيدة عن حنينه لوطنه و اشتياقه للبيئة الريفية التي كان يعيش فيها ، و يذكر العادات العربية الأصيلة التي كان يسير عليها آباؤه و أجداده و التي قل وجودها في حياتنا المعاصرة اليوم .
يرواح الشاعر حبيب الزيودي في قصيدته بين نمطي التفعيلة والشكل والتقليدي ، كما أنه ينقل إحساسه بفقد الأب إلى مفردات الطبيعة المحيطة فمثلا ذكر الشاعر عزيزي ( ممر البيت ، عشب الممر ، النافذة ) .
ثم يعاتب الموت الذي غيب أباه ، سيفه الحامي من الشرور والمصائب ، ورداءه الذي يغطيه ويدفئه ، بل إنه المنزل والخبز والماء ومن دون أباه يتحول الأبن إلى العراء بلا سند ولا حماية ، ولكن بمجرد إستخدام الشاعر الفعل الماضي ( كان سيفي وخبزي ومائي ) يوضح ذلك أن الشاعر تخطى هذه المحنة واستمر في حياته .
وبعد ذلك عزيزي العميل يباشر الشاعر بالدعاء لوالده ويمدحه بالكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف في سود الليالي ويعاهد أبيه بالسير على طريقه النبيل .
ووضح صورة لأبيه في المضافة يقدم القهوة الصافية المنفتحة على الزائرين بمحبة وصورته يضرع إلى الله في صلاته فيملأ قلب الإبن بالطمأنينة . ويوضح صورة إيضا لإبيه في الأصالة والقوة والفعالية البدوية .
ثم يبدأ الشاعر بسرد أبيات يوضح فيها إفتقاده للقرية التي يبرز فيها الأب ساطعا قويا . والخلاصة عزيزي العميل أن الشاعر حبيب الزيودي قام بوصف والده والوجع الذي أصابه من فراقه ، ولكن إستمر في حياته لكي يحقق أحلام والده ويستمر على نهجه وطريقه النبيل .