المثل ما هو إلا عبارة ذات فائدة، ولعل من أهم مميزاته أنه موجز، وقد توارثته الأمم مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل جملة محكمة البناء بليغة العبارة، شائعة الاستعمال عند مختلف طبقات المجتمع، وإذ يلخّص المثل حكاية عناء سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة، فقد حظي عند الناس بثقة تامة، فصدّقوه لأنه يُهتدى به في حلّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة من مشكلة قديمة، وتلك المشكلة القديمة انتهت إلى عبرة لا تُنسى، وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تُغني عن رواية ما جرى هي الأمثال.
مثل ” المنية ولا الدنية” يُقال في مواقف العزة والشرف، حيث لا تكون الحياة الكريمة إلا بالشجاعة والإقدام وروح الإباء، وقد عبر الشاعر المتنبي عن معنى المثل خير تعبير بقوله:
“عش عزيزًا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود»، وقوله في رفض الضيم والهوان: