لم يعد العلماء يصرون على وجود ما يسمى "الحقيقة المطلقة"، وإنما يرضيهم أن نظرية معينة قد صمدت أمام كل محاولات التفنيد، وظلت قادرة على تفسير كل ما هو مفروض أن تفسره، ولقد ظل الاعتقاد سائدا لأكثر من قرن أن معادلات "نيوتن" هي الحقيقة المطلقة، ثم جاءت نظريات "إنشتاين" في النسبية لتكشف لنا عن خطأ معادلات "نيوتن" في حالات معينة.
وأقرب شيء إلى المنطق هو الاعتراف بأن معظم النظريات العلمية قد توافرت فيها المقومات التي تجعلنا نعتبرها حقائق مؤكدة، بينما اختلف نصيب نظريات أخرى من هذه المقومات، مما يجعلها موضع مفاضلة، فلو تساوى هذا القدر في نظريتين"متنافستين"، فالنظرية الأكثر نجاحا في حل المشاكل (وبخاصة الصعبة) هي التي نأخذ بصحتها، إلى أن تظهر أخرى أقوى منها."