ما هو مفهوم وصور وادلة شرعية وفائدة التقليد المحمود؟
مفهوم التقليد المحمود /يكون في حق العامي الذي لا يعرف طرق الأحكام الشرعية ويعجز عن معرفتها ولا يمكنه فهم أدلتها ولكن له طلب الدليل الشرعي من المفتي لأن المسلم من حقه أن يستوثق من أمر دينه
وهو تقليد العاجز عن الاجتهاد لأنه لم يقدر على التوصل إلى الحكم الشرعي بنفسه فلم يبق أمامه إلا اتباع من يرشده من أهل النظر والاجتهاد إلى ما يجب عليه من التكاليف ويكون فيما عجز عن الإجتهاد فيه
التقليد يجب أن يكون لمن يتصف بالعلم والعداله لأن تقليد من لا يوصف لا العلم ولا العداله فيه تضيع للشخصية
أمثلة علي التقليد المحمود
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتقليده في كل شيء
وكذا اتباع أهل العلم وتقليد ما عليه الإجماع
جاءت نصوص كثيرة تأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتقليده في أمور الدين ومِن ذلك قوله تعالى في محكم تنزيله
(اتبعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرونَ) [1]
وقال عز وجل في آية أخرى
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) [2]
والآيات في وجوب اتِّباع المسلم للرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، بل ولا يصح دين الإنسان إلَّا بذلك.
تقليد أهل العلم يجوز للمسلم العامي غير المتفقّه في الدين أن يقلد العلماء ممن ثبت صحة فِكرهم وقولهم قال الإمام الشنقيطي في هذا الخصوص
أما التقليد الجائز الذي لا يكاد يخالف فيه أحد من المسلمين، فهو تقليد العامِّي عالمًا أهلًا للفتيا في نازلة نزلت به وهذا النوع من التقليد كان شائعا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلاف في وبعض العلماء يقول إن تقليد العامي المذكور للعالم وعمله بفتياه من الاتبِّاع لا من التَّقليد. والصواب أن ذلك تقليد مشروع مجمع على مشروعيته [3]
تقليد ما عليه الإجماع لأن الإجماع يعد من سبيل المؤمنين وقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل
(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) [4]
وقال الشيخ ابن الصلاح
من خالف إجماع المسلمين فعليه ما في قوله تعالى (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)” [5]
