179 مشاهدة
لماذا ذكر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الإسراء في مكة، وذكر المعراج في المدينة؟
بواسطة (416 نقاط)

1 إجابة واحدة

0 تصويت

لمَّا كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بُعث إلى الناس كافة، فإن القرآن ذاته له خطاب خاصٌ بالكافرين، وله خطابٌ خاصٌ بالمؤمنين، إذا تحدث الله مع الكافرين يقول:
"يا أيها الناس" وهو خطابٌ للناس جميعاً أو"يا بني آدم" وإذا تحدث مع المؤمنين يقول: "يا أيها الذين آمنوا" فهؤلاء لهم خطاب، وهؤلاء لهم خطاب، وإذا تحدَّث مع خواص المؤمنين يقول: "يا عباد":
(يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ)
(68الزخرف)
فلكل مقام مقال، فالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم لما كان يُحدِّث أهل مكة ويُخبرهم، لم يخبرهم إلا بما تتحمله العقول لأنه يقول:
نَّا مَعَاشِرَ الأَنْبِـيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نْكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدَرِ عُقُولِهِمْ
(الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما)
والذي تتحمله العقول هو الذهاب إلي بيت المقدس الذي يعرفونه ويعلمونه، وذهبوا إليه وزاروه، والأمور التي شاهدها في زيارته وكشفها لهم ورأوها بعد ذلك رأى العين.
ولما ذهب إلى المدينة بعد ذلك ورزقه الله بقومٍ قال فيهم الله: 
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) (3البقرة) 
فلو حدثهم عن الغيب يصدقون به، حدَّثهم عن الجنة، والجنة غيب فصدقوا وآمنوا، 
وحدثهم عن النار والنار غيب فصدقوا وآمنوا، 
وحدثهم عن السماوات والملائكة والعرش والكرسي وكل هذه العوالم الإلهية فصدقوا وآمنوا، 
لكن الكافرين اعترضوا، ولذلك لم يؤمنوا، 
ولما حدَّث أهل الإيمان حدثهم على قدر أرواحهم التي تتقبل الأمور الغيبية، 
فحدَّثهم عن رحلة المعراج لأنها كانت في عالم الملكوت الأعلى ولا يُصدِّق بها إلا مؤمن.
----------------------------------------------
من كتاب: (تجليات المعراج) لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله - جمهورية مصر العربية

بواسطة (6.6ألف نقاط)

اسئلة مشابهه

0 إجابة
192 مشاهدة
0 إجابة
155 مشاهدة
0 إجابة
153 مشاهدة
سُئل أكتوبر 10، 2018 بواسطة مجاهد
1 إجابة
102 مشاهدة
سُئل يوليو 11، 2016 بواسطة question ✦ متالق (102ألف نقاط)
1 إجابة
543 مشاهدة
0 إجابة
107 مشاهدة
سُئل فبراير 10، 2020 بواسطة مجهول
0 إجابة
94 مشاهدة
سُئل أكتوبر 12، 2019 بواسطة مجهول
0 إجابة
74 مشاهدة
سُئل أغسطس 17، 2019 بواسطة مجهول