ما المقصود لعلكم تتقون
التقوى.. ذلك الوصف المُحبب؛ الذي يجاهد لتحقيقه المؤمنون، ويتشرف بالاتِّسام به الصالحون.. وينتحله المبطلون، وحتى يدَّعيه المنافقون! فمن رام صدق الوصف فقد جاءت فرصة كريمة، تفضل الله بها على خلقه.. لعلهم يتقون! بل فرضها عليهم فرضًا لضرورة الدواء لمجموعة من الأدواء... لعلهم يتقون! إنها فرصة الصيام، الذي يقول الله تعالى لنا عنه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[ البقرة:183]. ويلفت نظرك قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ}. أهي كما قال بعض المفسرين: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأكل والشرب والجماع بعد صلاة العشاء الآخرة وبعد النوم، أي تتركونها؛ حيث كانوا إذا ناموا حرم عليهم ما يحرم على الصائم؟ أي كُتِب الصيام لكي تتركوا هذه إيماناً وامتثالاً واحتسابًا؟