سميت المدينة المنورة بيثرب ؛ لأنه أول من عاش فيها بعد التفرق كان
يثرب بن قاينة بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح ،
وسيمت بهذا الاسم نسبةً إليه .
ولكن بعد هجرة الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى يثرب قام بتغيير
اسمها إلى المدينة المنورة ، وذلك لأن اسم يثرب مكروه ؛ لأنه بمعنى الثرب
وهو الفساد ، وتدل على معنى آخر وهو المؤاخذة بالذنب .
وذكر الله عز وجل اسم المدينة المنورة فى القرآن الكريم فى قوله تعالى :
(مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي
سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ
عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) .
وللمدينة فضل كبير فقد هاجر إليها الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم )
من مكة إلى المدينة ، بعد تعذيب الكافرين للمؤمنين فى مكة ، فقام أهل المدينة
بحسن استقبال المهاجرين ورحبوا بهم ، وأحسن أهل المدينة مقابلة الرسول
حيث قابلوه بالترحيب الشديد وغنوا له :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا مـــا دعـــا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبًا يا خير داع
ومن كرم الأنصار على المهاجرين أنهم قدموا لهم الكثير من الأموال والبيوت ،
والدليل على كرم الأنصار ما فعله سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف ،
فقد عرض سعد على عبد الرحمن نصف ماله ونص بيته ، ويطلق إحدى
زوجاته ويتزوجها عبد الرحمن بن عوف ، ولكن عبد الرحمن شكره على
عرضه ولم يقبله وقال له : دُلنى على مكان السوق وسيسرك ما ستجدنى عليه ،
فقد ذهب عبد الرحمن بن عوف إلى السوق وباع واشترى ، حيث كسب مالاً
كثيرًا بمجهوده الشخصي .
