قال عمر عن أسباب عزل خالد: "إني لم أعزل خالداً عن سخطة أو جناية ولكن الناس فتنوا به... فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع (صانع الانتصارات) وأن لا يكونوا بعرض فتنة". توجه خالد بعد عزله إلى مدينة قنسرين في الشام وخطب في أهلها مودعاً: "إنَّ أمير المؤمنين استعملني على الشام حتى إذا كانت بثنية وعسلاً عزلني وآثر بها غيري"،
فنهض أحد الحاضرين واعترض حديث خالد: "اصبر أيها الأمير، فإنها الفتنة"، فرد عليه خالد: "أما وابن الخطاب حي فلا"، كما أورد أبو بكر بن أبي شيبة في كتابه "المصنف".
عتاب أخير
بعد أن ودع خالد أهل قنسرين ثم أهل حمص في الشام توجه إلى المدينة ليلتقي عمر، وكان العتاب الأخير بينهما: "لقد شكوتك إلى المسلمين، وتالله إنك في أمري غير مجمل يا عمر"، فباغته الخليفة: "من أين هذا الثراء؟" فقال خالد: "من الأنفال والسهمان، ما زاد على الستين ألفاً فلك". فزادت ثروة خالد بعشرين ألفاً ضمها عمر إلى بيت المال، ثم حاول استرضاءه: "يا خالد، ولله إنك عليَّ لكريم، وإنك إليَّ لحبيب، ولن تعاتبني بعد على شيء". غادر بعدها خالد ليستقر في الشام حتى مرضه ثم وفاته.