1.5ألف مشاهدة
لماذا ترك خليل مطران فرنسا
بواسطة ✦ متالق (180ألف نقاط) عُدل

1 إجابة واحدة

0 تصويت

لماذا ترك خليل مطران فرنسا

فى صيف عام 1890 سافر خليل مطران إلى باريس. وهناك تابع نضاله ضد سياسة السلطان عبد الحميد. وانضم إلى حزب "تركيا الفتاة"، المعارض للسلطان. إلا أنه واجه فى باريس خلال العامين اللذين قضاهما فيها ضغوطاً من قبل سفارة السلطنة فى العاصمة الفرنسية. وعندما وجهت إليه السلطات الفرنسية الإنذار بإيقاف نشاطه غادر باريس إلى مصر، حاملاً معه زاداً كبيراً من الأدب الفرنسي، ومن الثقافة الفرنسية عموماً، وزاداً من تاريخ فرنسا الحافل بأعلام الحرية وبالثورات التحررية. وكان من أبرز ما عرف عن تأثره بالأدب الفرنسى التزامه المدرسة الرومانسية فى الأدب التى تميز بها شعره فى المراحل الأولى من تطوره.

وصل خليل مطران إلى الإسكندرية أولاً. وصادف وصوله إليها وفاة مؤسس جريدة «الأهرام»، اللبنانى الأصل، سليم تقلا. فألقى قصيدة فى رثائه. وفور انتهاء مراسيم الدفن والتأبين للراحل أقبل بشارة، شقيق سليم تقلا، على مطران معانقاً إياه، شاكراً له مشاركته فى التأبين، مقترحاً عليه الإنضمام إلى أسرة تحرير الجريدة.

شارك مطران فى تحرير «الأهرام» إلى أن انتقلت فى عام 1899 من الإسكندرية إلى القاهرة. فاقترح عليه بشارة تقلا أن يرأس تحريرها. لكنه لم يبق فى الموقع سوى عام واحد. فأنشأ مجلة خاصة به هى مجلة «المجلة المصرية». وقد ساعدته المجلة على توثيق علاقاته بأدباء مصر. وكان من أبرز من تعرف إليهم وأقام معهم علاقة زمالة شعرية كل من أمير الشعراء أحمد شوقى وشاعر النيل حافظ ابراهيم ومحمود سامى البارودى رفيق أحمد عرابى فى الثورة. وكان قد نشر لهؤلاء الشعراء الكبار بعض قصائدهم فى المجلة.

لكن خليل مطران أوقف المجلة بعد عامين من صدورها فى عام 1902. وأصدر فى العام ذاته جريدة يومية بالإشتراك مع صديقه الصحافى اللبنانى يوسف الخازن، باسم «الجوائب المصرية». لكنها لم تعش طويلاً، بسبب كلفتها العالية. وبإقفال المجلة والجريدة غادر مطران العمل الصحفى وانطلق يعبر عن ذاته وعن ثورته بالشعر. وإذ أدرك أن الشعر لا يساعده على العيش مارس التجارة. ففتح دكاناً صغيراً. ولم يسعفه هذا العمل التجارى البسيط على كسب عيشه، ولا رآه ملائماً لشخصيته. فترك التجارة، وبدأ يدرس الإقتصاد. وأرفق ذلك بترجمة موسوعة "التاريخ العالمي". فأصدر الجزء الثانى منه فى عام 1905، بعد أن كان قد أصدر الجزء الأول منه فى عام 1897. لكنه لم يوقف مغامراته بحثاً عن المال. فاشتغل فى البورصة وفى مضارباتها. وقادته تلك المغامرة إلى خسارة كل ما كان قد وفره من مال. وكانت نهاية تلك المغامرة فى عام 1912. إلا أن تلك الكارثة، التى زادت من تشاؤمه ومن انطوائيته، سرعان ما فاجأته بحدث سار، تمثل بمنحه «الوسام المجيدى الثالث» من قبل الخديوى عباس حلمي، وإطلاق لقب «شاعر القطرين» عليه، مرفقاً بأمر خديويّ بإقامة حفل تكريمى له فى الجامعة المصرية. وشارك فى حفل التكريم كبار أدباء العالم العربي. تمثل فيه لبنان بالشاعر شبلى الملاط. وأرسل جبران خليل جبران رسالة تلتها بالنيابة عنه الأديبة مى زيادة، مع مقدمة عرّفت بها جمهور الأدباء إلى شخصيتها. لكن تكريم الخديوى لم يكن معنوياً وحسب. بل هو استكمل بتعيين مطران أميناً مساعداً للجمعية الزراعية الملكية. وهو المنصب الذى استمر فيه طوال حياته.

Motran.jpg

بواسطة ✭✭✭ (77.6ألف نقاط)

اسئلة مشابهه

0 إجابة
39 مشاهدة
سُئل فبراير 11، 2020 بواسطة مجهول
1 إجابة
115 مشاهدة
1 إجابة
132 مشاهدة
سُئل نوفمبر 29، 2020 بواسطة مجهول
1 إجابة
1.6ألف مشاهدة
سُئل مايو 26، 2020 بواسطة مجهول
0 إجابة
65 مشاهدة
سُئل مايو 25، 2020 بواسطة مجهول
0 إجابة
77 مشاهدة
سُئل مارس 3، 2020 بواسطة مجهول
0 إجابة
129 مشاهدة
سُئل مارس 3، 2020 بواسطة مجهول
0 إجابة
86 مشاهدة
سُئل مارس 3، 2020 بواسطة مجهول
0 إجابة
93 مشاهدة
سُئل مارس 3، 2020 بواسطة مجهول