اعراب بيت ومارابني الا غرارة فتية تومل اصلاحا ولاتتامل
حتّام نغفل
1- ألا فانتبهْ للأمرِ حتّامَ تغفلُ ؟! *** أمَا علّمَتْكَ الحالُ ما كنتَ تجهلُ
انتبه إلى الخطر الذي يحيط بك ، فإلى متى الغفلة ؟! وكأنّك لم تستفد من واقعك في معرفة ما تجهله
2- أغثْ بلداً منها نشأتَ فقدْ عدَتْ *** عليها عوادٍ للدمار تعجّلُ
أسرع لنصرة بلدك الذي ربّاك ، فلقد ألمّتْ به مصائب ستسرع في خرابه .
3- أمَا من ظهيرٍ يعضُدُ الحقَّ عزمُهُ *** فقد جعلتْ أركانُهُ تتزلزلُ
أليس هناك من نصير يساند الحقّ بقوته ؟!فأركان الحقّ بدأت تتهاوى .
4- قد استصرخت أمٌّ ربيتَ بحجرها *** وإنّك عنها غافلٌ لستَ تسأل
إنّ بلادك ربّتك كأمّك ، وهي الآن تستنجد بك ، وأنت غير مكترث بمصابها
5- رعى الله ربعاً كان بالأمس عامراً *** بأهليه وهو اليوم قفرٌ معطّلُ
حمى الله موطناً كان أمسِ مزهوّاً بأهله، وغدا اليوم خراباً خالياً من الأنس .
6- كأنّيَ بالأوطان تندب فتيةً*** عليهم إذا ضام الزمانُ المُعَوَّلُ
كأنّي أحسّ بالبلاد تستنجد بشباب عليهم الاعتماد في مواجهة محن الزمان .
7- تـعـلـل بـالآمال نفسك راجيــاً*** سلاماً لها لو كان يجدي التّعلّلُ
إنّك تؤمّل نفسك بالسلام لبلادك ، ولكن هيهات تصنع الآمال السلام.
*** - 2 - ***
8- وما رابني إلاّ غرارةُ فتيةٍ *** تؤمّــِلُ إصلاحاً ولا تتأمّلُ
إنّ أكثر ما يزعجني ويقلقني هو أولئك الفتية قليلو الخبرة الذين يرجون الخير دون أن يعملوا العقل في كيفيّة تحقيقه.
9- وما هـيَ إلاّ دولــــةٌ همجيّةٌ *** تسوسُ بما يَقضي هواها وتعمَلُ
ليست دولة العثمانيين إلاّ مثال للسفالة والرعونة ، فهي تحكم كما تريد لا كما يجب أن يكون .
10- فترفع بالإعزاز مَن كان جاهلاً *** وتُخْفض بالإذلال مَن كان يَعْقِلُ
إنّها تعزُّ الجهلة والسفهاء ، وترفع مِن قدرهم ، أمّا أصحاب الفكر ، فتعمل على النيل منهم بإذلالهم
11- فمن كان فيها أوّلٌ فهو آخرٌ *** ومن كان فيها آخراً فهو أوّل
إنها لا تضع أحداً في مكانه الصحيح ، فمن كان من حقّه الصدارة ، جعلته الأخير ، ومن كان الأخير صيرّته في الصدارة .
*** -3- ***
12- وما فئة الإصلاح إلاّ كبارقٍ*** يغرُّكَ بالقطر الذي ليس يَهطِلُ
إنّ من يدّعون الإصلاح في هذه الدولة أشبه ببرق يمرُّ دون مطر
13- إذا نزلوا أرضاً تفاقم خطبها*** كأنّهمُ فيهــــا البلاء الموكّلُ
فحيث حلّ هؤلاء تزداد المصائب ، فكأنّ المطلوب منهم هو الخراب وليس الإعمار .
14- لهم أثرٌ للجور في كلّ بلدة *** يمثّل من أطماعهم ما يمثّلُ
فلا يحلّ هؤلاء في مكان إلاّ تركوا ما يدلّ عليهم وعلى أطماعهم من ظلم .
15- فطالت إلى سوريَةٍ يدُ عسفهم ***تحمِّلُها ما لــم تكنْ تتحمَّلُ
لقد امتدت يد جورهم إلى سورية ، فذاقت منه مالا يحتمل.
*** -4- ***
16- وسـل عـنهم القطر اليماني إنه *** يبوح بما يعرو البلاد وينزلُ
ولو سألت أهل اليمن لأ خبروك بما أصا بهم من ّ بطش على أيدي هؤلاءالمجرمين .
17- وجـازعـة عـبرى لقتل حليلها *** ووالدة تبكي بنيها وتعولُ
فكم من مفجوعةٍ فقدت صبرها لفقد زوجها ، وكم من أمٍّ ثكلى بابنها ازداد نوحها عليه وعويلها.
18- ولـجتم طريق العنف تستنهجونه*** أَمَا عَن طَريق العنف يا قوم معدل
لقد سلكتم درب الإجرام ، واتّخذتموه نهجاً ، فهل من سبيل للعدول عن هذا الخطّ الإجرامي ؟
19- فَـيا ويح قوم فوضوا أَمر نفسهم ***إلـى مـلك عن فعله ليس يسأل
الويل لقوم سلّموا زمام أمرهم لحاكم يتصرّف بما يشاء دون مراقب أو محاسب .
20- أَيـأمـر ظل اللَه في أَرضه بما *** نـهـى اللَه عنه والكتاب المنزّل
إنّ هذا الحاكم الجائر يعتبر نفسه ممثّل الله على الأرض ، ولكنّه يعمل بما يخالف كتاب الله
21- فـيـفـقـر ذا مال وينفي مبرءا*** ويـسـجن مظلوماً ويسبي ويقتل
فيجعل الغنيّ فقيراً ويحكم على البريْ والمظلوم بالنفي والسجن ، ويمعن في التشريد والقتل .
22- وكم نبغتْ فيها رجالٌ أفاضلٌ *** فلمّا دهاها العسفُ عنها ترحّلوا
وما أكثر الرجال الأفذاذ الشرفاء الذين لم يرضوا بالظلم ؛ فكان مصيرهم الطرد من بلادهم
*** -4 - ***
23- وبغداد دار العلم قد أصبحتْ بهم *** يهدّدها داءٌ من الجهلِ مُعْضِلُ
وهذه بغداد منبع العلم غدت بسبب هؤلاء الظالمين عرضة لجهلٍ مطبق.
24- شريفٌ يُنَحّى عن مواطن عزِّهِ*** وآخرُ حــرٌّ بالحديد يُكبَّلُ
إنّ مصير الإنسان الشريف المخلص إمّا الإبعاد عن وطنه وحمى كبريائه ،أو يودع بالسجون مكبّلا
25- إذا سكتَ الإنسان فالهمُّ والأسى ***وإنْ هوَ لم يسكت فموتٌ مُعجَّلُ
والمرء على هذا الحال من الظلم إمّا أن يسكت متحمّلاً الحزن والحسرة ، وإمّا الموت المحتّم إذا ما احتج ، أو اعترض .