أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة كانت مجموعة من الصحابة (أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم) في سنة اليمامة، وذلك بعد أن تواجه المسلمون في مكة بمعارضة شديدة من قبل قريش. وقد أذن لهم النبي محمد بالهجرة إلى الحبشة للحماية والأمان، وكان هذا الأمر في العام الخامس من بعثته، أي في سنة 615 ميلادية تقريبًا.
وتشكلت هذه المجموعة من المسلمين من عدد من الرجال والنساء، منهم: جعفر بن أبي طالب وزوجته عائشة بنت أبي بكر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن مظعون، وأم سلمة بنت أبي أمية. وهم هاجروا إلى الحبشة واستقروا هناك في بيئة حميمية وآمنة تحت حماية الملك النجاشي (النجاشي الأشمه) الذي أعطى الحماية والضمان للمسلمين ورفض تسليمهم لقريش.
تجربة الهجرة إلى الحبشة كانت هامة في تاريخ الإسلام، وقد تعلم المسلمون الكثير من الدروس والخبرات من هذه الفترة التي استمرت لبعض الوقت قبل أن يعود بعض المسلمين إلى مكة بعد تحسن الأوضاع.