وضع نقاط الحروف للقرآن الكريم يُعزى إلى شخصية إسلامية هامة تُدعى أبو الأسود الدؤلي (أحمد بن عبد الله بن سليمان الدؤلي). كان أبو الأسود الدؤلي من الصحابة الكرام، وهم الأشخاص الذين عاشوا في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشهدوا على دعوته واتبعوا تعاليمه. وُلد أبو الأسود في الجاهلية واعتنق الإسلام في أول سنة هجرية.
أبو الأسود الدؤلي كان يُعتبر من القُرَّاء الماهِرين في القراءة والتلاوة. وعُهد إليه بوضع نقاط الحروف في المصاحف لتيسير قراءة القرآن وتحفيظه، وذلك بناءً على توجيهات الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وقد أكد العلماء أن ذلك حدث في العهد الراشدي (القرون الأولى للإسلام) وقبل نهاية القرن الأول الهجري.
يُعتبر عمل أبو الأسود الدؤلي في وضع نقاط الحروف إحدى الجهود الهامة التي ساهمت في توثيق ونقل القرآن الكريم بدقة ودون تحريف، وهو ما جعل القرآن محفوظاً بلا تغيير في كلماته وترتيبه على مر العصور.