لماذا خسرت امريكا حرب فيتنام
هناك رأى يقول حرب فيتنام كانت "خاسرة" منذ البداية، مرتكزةً أساساً على ضعف فيتنام الجنوبية اجتماعياً وسياسياً وعدم قدرة النخبة الحاكمة هناك على إرساء ميثاق اجتماعي فعّال، فيما تتناول نظريات أخرى القصور الجيوستراتيجي والبيروقراطي والتكتيكي لدى القوات الأميركية، ما قوّض الحرب من بدايتها وجعل منها معركة أمريكية خاسرة.
هناك رأي ثانٍ له نفس القدر من الأهمية يُحمِّل التدرج الأمريكي، والارتباك الاستراتيجي، والاستخدام غير الفعال للقوات الجوية جنباً إلى جنب مع أوجه القصور التكتيكية والعملياتية كسبب رئيسي للفشل. بل ترى تلك النظريات أن نتائج الحرب هي محصلة أخطاء بشرية ارتكبتها قيادة مدنية وجيش مطيع يفتقر إلى الأدوات اللازمة لخوض حرب أرضية وجوية في أدغال الهند الصينية.
ويحيل آخرون أسباب الفشل لنظرية الطعن في الظهر، من خلال تسليط الضوء على الرفض الاجتماعي والإعلامي الذي رافق الحرب في الولايات المتحدة الأمريكية. من الواضح أن هذه الحجج ليست بعيدة عن السياق السياسي الذي تشكلت فيه؛ أي أن تفسيرات فشل الحرب تنبع بالضرورة من صراعات سياسية وبيروقراطية تُجيّر أسباب الهزيمة بما يخدم مصالحها البيروقراطية والسياسية في داخل أركان السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية.