كيفيه التعامل مع الام الاكله لميراث بناتها من ابوهم
وإذا وقع تنازع واختلاف وتعنت من بعض الورثة في منع الآخرين من حقهم فلترفعوا الأمر إلى المحكمة الشرعية حتى تنظر في القضية من جميع جوانبها، وتلزم الورثة بما يلزمهم شرعا حتى ولو كانت الأم هي الظالمة لم يكن هناك حرج في رفع الأمر إلى المحكمة إن لم تجدوا سبيلا آخر، ولا يعتبر هذا عقوقا، فقد دلت السنة على جواز مرافعة الوالد ومخاصمته عند المحاكم، وذلك فيما رواه البخاري في صحيحه من حديث مَعْن بْن يَزِيدَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ وَكَانَ أَبِي يَزِيدُ أَخْرَجَ دَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ، فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ مَا أَخَذْتَ يَا مَعْنُ.
قال الحافظ في الفتح: وَفِيهِ جَوَاز التَّحَاكُم بَيْنَ الْأَبِ وَالِابْنِ، وَأَنَّ ذَلِكَ بِمُجَرَّدِهِ لَا يَكُونُ عُقُوقًا. اهـ.
والغالب في مثل هذه المسائل التي يقع فيها نزاع بين الورثة أنها تكون أحوج إلى القضاء منها إلى مجرد الفتيا، والله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
والله أعلم.