الأدب مهمة شاقة وصعبة وذلك لمن لم يمنحه الله تعالى موهبة الكتابة وموهبة إدراك أعماق ما حوله من دون التأثر بالقشور، رؤية حقيقة الحياة من دون تزيين ومن دون مجاملة ومن دون مواربة، حقيقتها المرة أو العذبة وحقيقة البشر بها، سواء بنبلهم أو بانحطاطهم. الأديب الحقيقي لا يبحث في الحياة عن السعادة، ولكنه يبحث عن الحقيقة، فإن لم يجدها فيمن حوله بحث عنها في نفسه، وقد تختلف الحقيقة من كاتب لآخر حسب فهمه وحسب نظرته للحياة، فالحياة في عالم الأدب تتحول إلى مسرح ضخم يراها كل كاتب بنظرته الخاصة، وربما لهذا السبب يبدو أن الأدب من أكثر الفنون الانسانية ثراءً، لأنه يحمل كل ذلك الإرث الفكري والانساني لفئة من البشر سماهم الآخرون أدباء وسموا انفسهم باحثين عن الحقيقة