دافع سارتر عن الحرية في نظريته وهي :
يعتقد سارتر أنَّ وجود الإنسان سابق لكينونته، فهو لم يكن شيئا قبل أنْ يكون، أي لا جوهر محدد له؛ بل يمضي في هذه الحياة منطلقًا يحاول اكتشاف ذاته وعالمه، ويصنع فيها خيره وشره «بإرادته» حتى لو نافى ذلك عقله. فالعقل في النهاية يرضخ للإرادة، فهو يُسَمِّي هذا خيرًا حتى لو اتفق الجميع على أنه شر، ويُسَمِّي هذا شرًّا حتى لو أضر بالجميع، فهو سيد خطواته في نهاية المطاف، وهو المسؤول بالإطلاق عن وجوده وأفعاله بعد أنْ يكتشف ذاته، ومِن هنا تنبع فكرة «الحرية المطلقة».
وهذا لا يعني أنَّ الحرية بمعنى الفوضى ما دام الإنسان لا حد له ولا رادع؛ بل يعني أنْ يكون الإنسان باختياره إِنْ عمل خيرًا أو شرًّا، لا أنْ تكون مِن مؤثرات خارجية كالمعتقدات أو التنشئة الاجتماعية، فإنْ لم ينل منها أصبح تائهًا؛ أي إنَّ الأخلاق والفضائل والخير لا بدَّ أنْ تنبع مِن الإنسان كونه ذاته، وذلك قمة التحرر.
وقد نقد سارتر نظرة ديكارت للحرية عندما حدد ماهية الخير والباطل، وأنَّ الحرية جاءت كتهديد تجاه الباطل والشر. إضافة إلى ذلك نقد فكرته بوجود مؤثر خارجي للحرية وهو الدين، وأنَّ الإنسان مُخَيَّر بين شيئين؛ بل هناك خيارات مفتوحة وهي نسبية، وهذا ما نراه لدى الإنسان في تطبيق مثالياته ومساوماته فيها، حيث تظهر ذاتيته فيها.