تركوا شهيد الوطن بثيابه المحنّاة بالدم فهي أجمل كفن له وأبقوه على سفح الجبل لأنه خَبر بطولاته واستشهاده.
لا تواروه تحت التراب فجراحه النازفة أفواه ناطقة تروي لنا قصة حبه للوطن ومعاناته من اجله.
أنصتوا إلي واتركوه كالنسر المحنى بالدم بعد أن استشهد بين صخور الوطن تاركا الأهل والأحبة.
أبقوه تحت أشعة الشمس لكي تداعب وجنتيه نسمات عطرة عبقة برائحة الوطن ومرتع الصبا والشباب.
إياكم أن تغمضوا عيني الشهيد فمنهما ينبعث نور الحرية وتتوهج نار الثورة.
وها هو صدى صوته يتردد في أرجاء الوطن وفوق الصخور صارخا: أيها الجبان الخائف من الموت أنا لست مثلك.
احملني إلى منزلي لكي أضع وجنتي على عتبته براحة وسعادة واقبّل مقبض الباب برغبة واشتياق.
احملني إلى كرمي في فلسطين الذي سأموت حسرة وكمدا إن لم أره وأتمتع بالنظر إليه.