1.0ألف مشاهدة
ما هي الاسباب التي ادت الى نجاح الحملات الفرنجية وفشلها
بواسطة عُدل

1 إجابة واحدة

0 تصويت
1_عوامل التفكك الداخلية في جسم الأمة:
أصبحت دولة السلاجقة ممالك موزعة ممزقة، وكل أمير فيها يحسد أخاه، والإخوة أبناء السلطان الواحد يتقاتلون على الملك؛ حتى بلغ الحال أن أي مدينة من المدن ولاسيما المدن الكبرى في بلاد الشام أو العراق- أصبحت دولة أو سلطنة؛ فـحلب دولة، ودمشق دولة، والموصل دولة، وطرابلس دولة وهكذا أصبحت كل منطقة أو مدينة دولة؛ مع أن بعض السلاطين كانوا أبناء رجل واحد.
وكان هؤلاء السلاطين على تحاسد وتباغض وشحناء، وعلى انغماس في الشهوات والملذات، وكانت آثار ذلك كله واضحة عندما قدم الصليبيون.
قد تستغربون إذا علمتم أن الصليبيين الذين وصلوا إلى الشرق الإسلامي وإلى بلاد الشام كانت أعدادهم قليلة.. كان المقاتلون بضعة ألوف من الفرسان والمشاة فقد! ومع ذلك فعلوا ما فعلوا؛ معرة النعمان وحدها قتلوا فيها أكثر من مائة ألف من المسلمين، وغيرها من المدن كذلك، وما كان ليحصل هذا إلا في ظل هذا التشرذم والتراخي والتحاسد.
وحين وصل الصليبيون ود كثير من الحكام أيديهم إليهم للتحالف معهم، وسلموا لهم القلاع والمدن؛ بشرط واحد هو: أن يعترفوا بهم حكاماً على تلك المدن، وبعد أن اعترفوا ببعضهم، واشتد ساعد الصليبيين، أرادوا أن يحتلوها؛ فرضي أولئك الحكام أن يدفعوا لهم الجزية.
والأمثلة على هؤلاء الحكام كثيرة، نذكر منهم:
· صاحب حلب رضوان: وهو مشهور بموالاته للصليبيين، وللباطنيين أيضاً؛ حتى إنه كان في آخر أمره يدفع أكثر من عشرين ألف دينار من الذهب كجزية للصليبيين دون أن يتحد أو يتعاون مع أي إمارة من الإمارات الإسلامية، أو مع إخوانه السلاطين الآخرين لجهاد الصليبيين، وقد كانوا قادرين على ذلك.
· وكذلك معين الدين أنر صاحب دمشق : وهو رجل غريب جداً، كان يوالي الصليبيين ويحالفهم ويراسلهم، بل ويدلهم على عورات المسلمين... وهكذا، وهناك أمثلة كثيرة؛ لكن تكفينا منها هذه الإشارات العابرة.
2_الفرق الهدامة: العبيديون والروافض والحشاشون:
بعد عوامل التفكك الداخلية التي كانت تنخر في جسم الأمة المنتسبة إلى السنة نجد هنالك الفرق الخبيثة الهدامة، وهي تمثل في كل زمان ومكان الحربة التي تطعن من الخلف، والعدو اللدود المقيم الذي لا يأتي العدو الخارجي إلا ويمشي على جسر منه، وهم دول الرفض، ومن ذلك دولة العبيديين الذين يسمون الفاطميين، وقد كانوا يحكمون مصر في تلك المرحلة وأجزاء من بلاد الشام، وكان التشيع يغلب على كثير من العالم الإسلامي في ذلك الوقت.
لقد فعلوا ما يليق بـالرافضة أن تفعله! حالفوا الصليبيين، وأمدوهم وراسلوهم، وكانوا عوناً لهم ضد المسلمين؛ حتى أن القدس المدينة المقدسة عند المسلمين كانت بيد السلاجقة السنة، الذين كانوا يحكمون أكثر بلاد الشام ؛ وعندما قدمت الحملات الصليبية، جاء جيش العبيديين، فاحتل القدس وأخذها من السلاجقة، ولم يستطع جيش العبيديين أن يدخلها إلا بعد أن دك أسوارها، وحطم قلاعها وما حولها من الحصون، وكان ذلك تهيئة لأخذ الصليبيين لها؛ فعندما جاء الصليبيون لم يجدوا أي مقاومة من قِبل أولئك العبيديين الذين سلموا لهم القدس، وجاء الأهالي يريدون أن يدافعوا عن المدينة وإذا بها لا أسوار لها ولا حصون، فسلمها أولئك العبيديون لقمة سائغة لهؤلاء المجرمين.
كذلك كانت العقيدة الرافضية منتشرة، وكان جزءاً منها تلك الفرقة الخبيثة الباطنية الذين كانوا يسمون بـالحشاشين، وكان للحشاشين الباطنيين وجود قوي وقت قدوم الحملة الصليبية، ثم كان لهم دور خبيث في تعطيل حركة الجهاد ضد الصليبيين، وفي الحروب الصليبية.
كان زعيمهم الخبيث المشهور الحسن بن الصباح صاحب قلعة ألموت في بلاد فارس، ثم بهرام الإسترباذي، ثم راشد الدين سنان وغيرهم، ويذكر المؤرخون أن هؤلاء الزعماء لم يغتالوا شخصية واحدة من شخصيات الصليبيين ولا أميراً واحداً، وإنما كان غرضهم أن يقتلوا أمراء الجهاد المسلمين، وقد قتلوا من قتلوا، ومن أول من قتلوه وفتكوا به الوزير نظام الملك وزير السلاجقة المشهور.
ثم بعد ذلك لما تحركت مشاعر الجهاد عند الأمة الإسلامية، كان من أول من حركها السلطان مودود رحمه الله، وهو يكاد يكون مغموراً -وما أكثر من هو مغمور في تاريخنا من أولئك الرجال- بدأ السلطان مودود تحركه ووصل إلى دمشق، وكان أول من بدأ المعارك حتى حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأعاد للمسلمين الثقة في النصر، فعندما وصل إلى دمشق اغتاله الباطنيون في الجامع الأموي بعد الصلاة.
ولهذا قال الصليبيون كلمة أصبحت مثلاً: إن أمة قتلت عميدها، في يوم عيدها، في بيت معبودها؛ لحقيق على الله أن يبيدها.
الصليبيون أنفسهم لم يصدقوا أن هذه الأمة تغتال السلطان مودود في داخل المسجد، في شهر رمضان وهو صائم من أجل أنه أراد أن يجاهد الصليبيين.
ثم اغتيلت بعد ذلك شخصيات أخرى، منهم على سبيل المثال: آقسنقر، وقد كان له أيضاً دور وشأن في الحروب الصليبية، ومنهم: تاج الملوك بوري بن طغتكين الذي اغتيل (عام 526) عندما قرر وعزم أن يستخلص بانياس ويستردها.
وهناك حوادث كثيرة نرى فيها أنه في حالة وجود من يجاهد ويريد أن يرفع هذه الأمة، إن لم يهزمه الصليبيون، فإن أولئك المجرمين يغتالونه ويطعنونه من الخلف.
وكان الأذان يعلن في حلب وفي غيرها من مدن الشام ومصر والحجاز والمغرب وأفريقية كلها على الطريقة الرافضية، وكانت شعائر هذه الملة الخبيثة ظاهرة، وكان تعاونهم مع اليهود والنصارى ظاهراً، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع كثيرة في منهاج السنة، كما ذكره ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة، حيثما جاءت المناسبة لذكر هذه الأفعال القبيحة، كما ذكره غيرهما.
بواسطة (992 نقاط)

اسئلة مشابهه

1 إجابة
449 مشاهدة
1 إجابة
178 مشاهدة
1 إجابة
178 مشاهدة
0 إجابة
125 مشاهدة
1 إجابة
479 مشاهدة
1 إجابة
142 مشاهدة
1 إجابة
3.1ألف مشاهدة
1 إجابة
3.3ألف مشاهدة
0 إجابة
187 مشاهدة
0 إجابة
92 مشاهدة