في سياق البحث عن ان الفلسفة هي وليدة عوامل داخلية أم خارجية نجد ان الفكرالإنساني قد بدأ عند اليونايين في تناولهم لمشاكل العالم و الألوهية و قد صاغوا فلسفتهم بأسلوب عقلي و لكن لم يقتصرالتفكيرعند اليونان فقط بل انتشر إلي مجتمعات اخرى و منها المجتمع الإسلامي و هذا الأخير يستند في موضوعاته إلي الإيمان المطلق بصدق الوحي و في حين بحث المفكرين في عوامل نشوء التفكير الفلسفي الإسلامي تضاربت آرائهم و اختلفت بين من يرجع هذا النشوء إلي عوامل داخلية تتمثل في العقيدة الإسلامية و بين من يرجع هذا النشوء إلي عوامل خارجية تتمثل في الفلسفة اليونانية و سنعرض كلا الموقفين :
الموقف الأول : المتمثل في العوامل الداخلية تتمثل في القرآن الكريم ، السنة النبوية و ايضاً اللغة العربية و هي المسؤولة عن نشوء الفلسفة الإسلامية و الدليل على هذا :
1: دعوة القرآن الكريم و السنة النبوية على اعمال العقل مثال من القرآن الكريم ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
2: علم الكلام و هو ما يميز الفلسفة الإسلامية و يخصها عن غيرها من الفلسفات الأخرى .
3: عبقرية اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم .
و من الجدير بالذكر ان الفلسفة الإسلامية هي مرجعية عالية لأي فسلفة بما فيها الفسلفة الإسلامية نفسها .
النقد الموجه للعوامل الداخلية : نجد هنا انه لا يمكن اعتبار القرآن الكريم و السنة النبوية هي العوامل الرئيسية لظهور الفلسفة لأنه نجد ان هناك تعارض قائم بين الفسلفة و الدين لأن الدين لا يقبل إعمال العقل في الأمور الغيبية التي هي جوهر التفكير الفلسفي .
الموقف الثاني : المتمثل في العوامل الخارجية المتمثلة في الفلسفة اليونانية المسؤولة عن نشأة الفسلفة الإسلامية و الدليل على هذا :هو 1: ان الفسلفة اليونانية سبقت في ظهورها الفلسفة الإسلامية .
2: ترجمة الفسلفات اليونانية إلي اللغة العربية .
و النقد الموجه إلي العوامل الخارجية : نجد ان الخصوصية التي تمتاز بها الفسلفة الإسلامية و هي إنها قائمة على الإيمان تبطل هذا الرأي .
الخاتمة : ان لكل من العوامل الداخلية و العوامل الخارجية فضل في نشأة و تكوين الفسلفة الإسلامية .