ورد في مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية
من الشائع على ألسنة وأقلام الكتاب ، والشعراء ،والعلماء ،والواعظين إسقاط ” لا ” من ” لاسيّما ” وهو من الّلحن الذي أنكره أبو بكر الزُّبَيدِي (ت 379 هـ ) قبل ألف سنة وواحد وخمسين عامًا في كتابه ” لحن العامّة ” ولم ترد في شعر المتقدمين ممن يستشهد بكلامهم , بل لم ترد “لاسيّما “برمَّتها إلا قليلا , ومن ذلك قول امرئ القيس في معلقته :
ألا رُبَّ يومٍ لك منهنَّ صالحٍ …. ولاسيّما يومٌٍ بدارةِ جُلجُلِ
قال في ( تاج العروس ) : قال السَّخاوي عن ثعلب : ( من قاله بغير اللفظ الذي جاء به امرؤ القيس فقد أخطأ ) ذلك بأن معنى “لاسيّما ” : لا مثل , فإذا قلت : تعجبني كتب النحو لاسيما كتاب سيبويه ؛ كان معناه : اختصاص كتاب سيبويه بإعجاب زائد على سائر كتب النحو , فإذا طرحت ” لا ” وقلت : سيما كتاب سيبويه ؛ صار المعنى : مثل كتاب سيبويه , وهذا غير مراد . فإن أراده من تكلم به قلنا له : إنّ العرب لم تتكلم بها إلا مع “لا” وقد نصّ أبو جعفر النحاس شارح المعلقات عند شرحه لبيت امرئ القيس على أن ّ “سيما ” لا تستعمل إلا مع ” لا ” , ومن الشعراء الذين ولِعوا بحذف “لا ” ابن الروميّ , ولعل الشريف الرضيَّ استأنس بذلك حينما صرّح بجواز الحذف , ولغرابة هذه الّلفظة توسّع المتأخرون في التصرف فيها بحذف الواو , وتخفيف الياء , وفتح السين , وحذف “ما ” ورأى النحاة التوسّع في إعراب ما بعدها فأجازوا فيه الرفع والنصب والجرّ.