حدد طرق تكوين القوة الخلقية في الانسان
الطين: بعد أن وُضّح أنّ الإنسان مكوّن من عنصرين أساسيين؛ وهما: الماء والتراب، فإنّ أول مرحلةٍ من خلقه كانت بمزج العنصرين معاً، فنتج عن ذلك الطين، ويرجع السبب في اختلاف ألوان الناس وأشكالهم وأخلاقهم إلى أنّ التراب الذي خُلق منه آدم -عليه السلام- تم أخذه من مناطقٍ مختلفةٍ من الأرض، ومن صفات ذلك الطين أنّه كان لازباً، أي كان متكاسكاً لزجاً يشدّ بعضه بعضاً، كما قال الله تعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ).
الحمأ المسنون: بعد أن مُزج التراب بالماء ونتج الطين، أصبح حمأً مسنوناً، كما قال الله تعالى: (وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ)، والحمأ هو الطين الأسود المتغيّر، وأما المسنون فقد اختلف أهل العلم في معناه؛ فمهنم من قال المصوّر، ومنهم من قال المصبوغ المفرّغ، وقال الضّحاك: (المسنون أي المنتن)، ومنهم من قال المسنون هو الأملس.
الصلصال: بعد أن أصبح الطين حمأً مسنوناً على هيئة آدم عليه السلام، دخل في مرحلة الصلصال، كما قال الله تعالى: (خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ)، والصلصال هو الطين اليابس الذي إذا تمّ وضعه في النار أصبح فخاراً.
نفخ الروح: بعد أن أصبح الحمأ المسنون صلصالاً على صورة آدم -عليه السلام- نفخ الله -تعالى- فيه الروح، فدبّت فيه الحياة، كما قال الله تعالى: ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ*فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ).