658 مشاهدة
الاجابة عن السؤال الاشكالي هل اشباع الرغبات يحقق السعادة
بواسطة

1 إجابة واحدة

0 تصويت
الاجابة عن السؤال الاشكالي هل اشباع الرغبات يحقق السعادة ؟
ينبثق إشكال المحور من التقاطع الحاصل بين مفهومي الرغبة والسعادة، ذلك أن السعادة باعتبارها تلك الحالة التي يشعر فيها الإنسان بالرضى التام، ستشكل غاية الرغبة، لأن الرغبة ميل إلى موضوع يحقق للذات إشباعا. وبالتالي سعي الإنسان لإشباع رغباته هل يحقق فعلا السعادة، ذلكك لأننا لا نسعى فقط إلى تلبية الحاجات الضرورية، بل إن مجهودنا الكبير في الحقيقة يرتبط بسعينا إلى تحقيق أشياء تفوق الحاجة، رغم أن هذا لا ينفي أن مجموعة من الناس لا تتمكن من تحقيق ما هو ضروري.
في هذا السياق يرى رونيه ديكارت أن الرغبة بالفعل تحقق السعادة للإنسان، ذلك أن الطبيعة الإنسانية مهيأة للتمتع بما هو ملذ وممتع، وهذا يخلق للذات نوعا من البهجة، وتكون هذه البهجة في أرقى صورها بالنسبة للمحب، الذي يحب شخصا ما شعر نحوه بكل الميل.
   إلا أن الفيلسوف أحمد ابن مسكويه يدحض المواقف التع يتظن بأن اللذة الحسية يمكنها أن تحقق الكمال الإنساني، ذلك لأن الطبيعة الإنسانية مهيأة لأشرف من الإنهماك في اللذات الحسية، وإلا تساوى الإنسان مع الحيوان، بل إن بعض الحيوانات سيكون أفضل من الإنسان، وبالتالي فالكمال الإنساني لا يتحقق أبدا من خلال اللذات الحسية، أي تلبية الرغبات بشكل مستمر.
يمكن القول بالتالي أن الإختلاف بين الموقفين له منطلقات ونتائج، فالمنطلقات مختلفة في اعتبار الحقيقة الإنسانية، أي الطبيعة الإنسانية، والنتائج بالتالي ستكون متناقضة ومتواجهة وهذا ما عرضناه سلفا. للتفكير بالتالي في السعادة والرغبة بشكل سليم يجب توضيح طبيعة الوجود الإنساني. وفي هذا الإطار سيسهم مفهوم المجتمع في إبراز الطبيعة الإجتماعية بعدما تبين لنا الطبيعة الفردية التي تتميز أساسا بالوعي والرغبة.
بواسطة ✬✬ (23.1ألف نقاط)

اسئلة مشابهه

0 إجابة
92 مشاهدة
0 إجابة
165 مشاهدة
1 إجابة
274 مشاهدة
0 إجابة
73 مشاهدة
0 إجابة
157 مشاهدة
0 إجابة
49 مشاهدة
0 إجابة
119 مشاهدة
سُئل سبتمبر 16، 2020 بواسطة A7md (8 نقاط)