تأثير الجغرافيا على المجتمع الفلسطيني من حيث المسكن
نتحدث عن منطقتين فلسطينيتين وهما غزة المحتلة والضفة المحتلة اللذين اصطلح على تسميتهما بدولة فلسطين فقطاع غزة شريط ساحلي ضيق لا يتجاوز عرضه في أقصى نقطة 14 كيلومتر وهذا قليل جدا جغرافيا وسياسيا وعسكريا وتقطنه كثافة بشرية هي من الأعلى على مستوى العالم والأسوء من ذلك أنه لا يمتلك موارد طبيعية بإستثناء الإنسان المدهش صاحب الإرادة القوية والنفس المؤمنة المتوثبة ويحيط به من ثلاث جوانب كيان معادي على درجة عالية من الإنحطاط والعنصرية لا يأبه بالأخلاق ولا بالقوانين الدولية ويتمنى زعماؤه أن يبتلع البحر غزة ومن فيها ومن الجهة الرابعة هناك الحدود مع مصر الشقيقة والعلاقة مع مصر رغم تاريخيتها وعراقتها تتأثر بالمتغيرات السياسية ولا تكون دائما في أحسن حالاتها فمصر مرتبطة بمعاهدات دولية وتحركها رؤية سياسية مصرية للعلاقات مع اسرائيل قد تكون مسألة الحدود وشكل العلاقة مع غزة لاتحتل الأولوية نفسها التي يتوقعها الفلسطينيون وأيضا الفلسطينيون قد لا يفهمون دائما الموقف المصري بشكل كامل لأن زاوية الرؤية والنضج السياسي مختلفان في كلتا الحالتين ونحن هنا نحاول تشخيص الحالة ولا نوجه النقد لأحد إذن الحاكم الذي يتولى أمر غزة لا بد له من أخذ كل العوامل السابقة في الحسبان لأن الجغرافيا جعلت من المستحيل على غزة أن تعيش كياننا منفردا وبمعزل عن الجوار المحيط به وذلك لا من حيث الموارد ولا من حيث العلاقات السياسية والتحالفات الاقليمية ولا من حيث القدرة على تدبير أمور الحياه اليومية ومصالح المواطنين .
والحديث عن الضفة الغربية يبدو أكثر تعقيدا فهى أولا منطقة مغلقة فإذا أرادت أن تتصل بالعالم فلا بد لها من المرور الى الأردن وهذه مسألة حساسة من الناحية التاريخية والسياسية وذلك على الكيانية الفلسطينية والتطلع الاستقلالي الفلسطيني بالإضافة الى أن الأردن دولة شبه مغلقة جغرافيا حيث أن منفذها البحري الوحيد على البحار وهو ميناء العقبة غير مناسب استراتيجيا و وأما المنفذ الثاني فهو الكيان الاسرائيلي الذي لا يتصور قيام كيان مستقل بشكل كامل في الضفة الغربية لأنه لابد أن يشكل نقيضا وجوديا له وخطرا استراتيجيا عليه وعليه فمن المسبعد قيام علاقات طبيعية بين أي كيان فلسطيني في الضفة الغربية واسرائيل على قاعدة الندية وليس التبعية كما ترنو اسرائيل ,وبقى أمام الضفة الممر الأمن الي الشق الأخر الى الوطن وهو غزة وقيام الكيان المنتظر الذي يحافظ على ما تبقى من فلسطين.
|