قد يكون هناك وسط طبيعي واحد لأجناس عدة من الكائنات الحية، لكن تكيّف هذه الكائنات مع البيئة المحيطة بها يختلف حسب طبيعة كل كائن، فهناك كائنات لها القدرة على تحمل الظروف المحيطة وأخرى تموت ولا تستطيع التحمل، فالوسط الطبيعي هو مؤثر فقط ولا يُطور الكائنات الحية التي تعيش فيه، والكائنات الحية هي التي تتكيف مع طبيعة البيئة المحيطة بها، إما أن تستجيب لطبيعتها بدرجات متفاوتة أو لا تستجيب. ويُعد السجل الحفري دليلاً مهماً على أن الوسط الطبيعي لا يُطور الكائنات، حيث تبين أن آلاف الأحافير هي من النوع والوسط البيئي نفسه لكنَّ بعضها يتميّز بخصائص مختلفة عن الأخرى، أي إن الوسط الطبيعي لم يجعلها صنفاً واحداً، كما أن هناك أنواعاً من الحشرات لا تطير بالرغم من امتلاكها أجنحة كبيرة، ومع ذلك لم يجعلها الوسط الطبيعي تطير كباقي الحشرات التي تعيش معها في الوسط الطبيعي نفسه.