3.9ألف مشاهدة
ما مضامين الادعية الواردة في الايات الكريمة سورة الفرقان من الاية 63 الى الاية76
بواسطة

1 إجابة واحدة

0 تصويت
مضامين الادعيه الوارده فى الآيات الكريمه فى سورة الفرقان فى الايات  63 الى 76 هى :


وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ    بما تعنيه الصفة الإِلهية من معنى الرحمة التي تمثل عمق المعنى في ذاته المقدّسة، وما توحي به من لطف الله بالإنسان في روحيته وفي حركة حياته ووعيه لوجوده وفي عمق المسؤولية التي تربطه بالله، وتجعله يتطلّع إلى آفاق الرحمة الإلهية آملاً أن تحتويه بالخير والبركة والتوازن والانضباط في السلوك العملي بين يدي الله.

{الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاَْرْضِ هَوْناً } فلا يرون المشي حركةً استعراضيّةً، ولا تنفيساً عن عقدةٍ ذاتيةٍ في انفتاح الذات على شعور العظمة، على طريقة الخيلاء والتكبّر، ولكنهم يرونه مجرّد وسيلةٍ طبيعيةٍ للانتقال، ولذا فإنهم يتحركون فيها بالطريقة الطبيعية التي تحقق الهدف، من دون زيادةٍ ولا نقصان، فلا يثقلون الأرض بضربات أقدامهم، ولا يثقلون على أجسادهم بالزهو والخيلاء، ولا يسيئون إلى مشاعر الناس الذين يلتقونهم بحركات الكبرياء، بل يتحركون برفق وتواضع، في تذلل المؤمن عند نفسه، وتواضعه للناس.

{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً} فهم لا ينطلقون مع الناس الذين يثيرونهم بالكلام القاسي اللامسؤول، من مواقع ردّة الفعل الغريزية التي تتحرك بطريقة الإِثارة، في مواجهة الكلمة القاسية الغليظة بالكلمة المماثلة في قسوتها وغلظتها، أو في مقابلة الشتم والسباب، بكلمات الشتم والسباب المماثل أو غير المماثل، بل يدرسون المسألة من موقع العقل المتأمّل الواعي المنفتح على الواقع من جميع جوانبه، فإذا رأوا للموقف خطورةً تستدعي الردّ، كان ردهم لطيفاً حاسماً، وإذا لاحظوا أن الجاهلين يتحركون ـ في كلامهم ـ من مواقع الجهل الذي يتعمد الإثارة، ليخلق مشكلة، أو يثير فتنةً، أعرضوا عن الردّ المباشر وكانت روح السلام الذي يتفادى المشكلة والفتنة والإثارة، هي موقفهم ومنطقهم، فاكتفوا بكلمة {سَلاَماً } هذا الردّ العاقل المتزن الموحي الذي يقول للجاهلين لسنا هنا في معرض الانفعال للدخول معكم في حرب، بل نحن هنا، في موقع الإِعراض عن جهلكم، بروح السلام.

وهذه هي الطريقة الحكيمة التي يواجهون بها خطاب الجاهلين، عندما يحتاج الموقف إلى ذلك، على سبيل الكناية، إمساكاً منهم بالموقف وتحقيقاً لمبتغى المصلحة في ذلك.

{وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} فهم المؤمنون بالله، المنفتحون على ألوهيته في حقيقة التوحيد، الخاشعون في إحساسهم العميق لله سبحانه وتعالى، المتحركون في مشاعرهم وأفكارهم في خط الممارسة العملية الواعية، الراكعون أمام الله بالخضوع له، الساجدون مع انسحاق الإرادة وذوبانها في جنبه ـ تعالى ـ القائمون في استسلام الروح والجسد والقلب والضمير بين يديه، حيث ينام الناس في غفوة الغفلة، واسترخاء الجسد، ويبيتون هم في يقظةٍ منفتحةٍ واعيةٍ في سجود خاشعٍ، وقيامٍ خاضعٍ لله سبحانه، كرمزٍ للقيام الدائم أمامه في حركة الحياة كلها.

{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ} في توسل العبد بمولاه، وخوفه من عقابه، عندما يعيش قلق المصير أمام خطاياه، فيبتهل إلى الله ليغفر له ذلك ويوفِّقه للاستقامة، ليصرف العذاب عنه من موقع المغفرة، والطاعة.

{إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} وهو المصيبة التي تصيب الإنسان، والنائبة التي تنوبه وتلازمه في حياته، ويمثل عذاب جهنم الخلود فيها. {إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } وأيّ مكان أسوأ من المكان الذي يعيش فيه الإنسان العذاب من جميع جهاته، وأيّ استقرار هو هذا الاستقرار الذي يهتز الإنسان فيه أمام لهيب النار؟

{وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ} ولم يخرجوا عن الحد الطبيعي في الإِنفاق، {وَلَمْ يَقْتُرُواْ} في حالة بخل غير طبيعية، {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} وهو الحد الوسط الذي يمثل خط التوازن بين الزيادة المفرطة والتقليل المفرط، بحيث يعيش الوضع الطبيعي في مصرفه على صعيد الحاجة العادية في مثل ظروفه وموقعه في دائرة الضروريات والكماليات {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ} فلا يؤمنون بإله آخر مع الله ولا يشركون به أحداً، ولا يقدّمون فروض العبادة لغيره في جانب الشرك في العبادة، ولا يرفعون أكفّهم بالدعاء إلاّ له، ليقضي لهم حاجاتهم، وييسِّر أمورهم، ويخفّف آلامهم، فهو وحده الإِله الذي يُعبد، وهو وحده الإِله الذي يُدعى في قضاء الحاجات، وحلّ المشكلات.

{وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } الذي قرره الله في الشريعة، ما يوحي بأن الأصل في الإسلام هو احترام النفس وعدم جواز إزهاقها إلاّ في الحالات التي وردت الرخصة فيها في الكتاب والسنة، بحيث تكون إباحة الدم استثناءً على القاعدة.

{وَلاَ يَزْنُونَ} فالزنى هو مسألة انحرافٍ عمليٍّ وخلقيٍّ عن خط الاستقامة الذي حدده الله للإنسان في العلاقات الجنسية القائمة على مبدأ الزوجية بين الرجل والمرأة وفق ما أراده الله من التوازن في النظام الاجتماعي، من هنا كان الزنى تجاوزاً لحدود الله، وتمرّداً على شريعته، {وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} وهو نتيجة الخطيئة، وهو الجزاء بالعذاب الذي يلقاه يوم القيامة، وربما يراد به غضب الله الذي يستلزم الخطيئة، إذ توحي الكلمة بمعنى الحرام الملازم لسخط الله، وقد يكون هذا أقرب، باعتبار أن المعنى الأول مذكور في الآية التالية: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً} بما يمثله العذاب من إهانةٍ واحتقار.
{إِلاَّ مَن تَابَ وآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً} يؤدي به إلى تبديل الموقف على مستوى الحالة الروحية، والممارسة العملية، {فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} لأنهم بدّلوا السلوك المنحرف، بالسلوك المستقيم، وانتقلوا إلى رضوان الله بالانتقال إلى طاعته. وبذلك يظهر أن التبديل لا يعني أن السيئة تكون بمنزلة الحسنة، بل المقصود ـ والله العالم ـ أن الله يمحو أثر السيئة السابقة ويعطيه، بعمله الصالح، الحسنة، وهي المغفرة التي لا يبقى معها شيء من نتائج المعصية.

{وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } فلا يغلق باب رحمته عن عباده، ولا يحجب مغفرته عن التائبين منهم والعاملين في سبيل رضاه، بل يتلقاهم برحمته ومغفرته ورضوانه بكل محبة وعطف ورضوان.

{وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً} إذ التائب عن الذنب بإعلانه عن الندم الذي يوحي بالعزم على التراجع، وبالعمل الصالح الذي يوحي بتبديل الموقف في اتجاه آخر، يجسد الرجوع إلى الله في عمليةٍ تصحيحيةٍ واعيةٍ على أكثر من صعيد، فلا غرابة في أن يتقبله الله ويبدّل سيئاته حسنات.

{وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ } وهو الباطل الذي قد يتمثل بصورة الحق، وربما كان الظاهر منه شهادة الزور وهو الكذب في مقام الشهادة، مما يريد أن يوحي به الشاهد بأنه صدق؛ وقد يراد منه اللهو الباطل كالغناء ونحوه، مما جاءت به بعض الأحاديث المأثورة عن أئمة أهل البيت(ع). فقد جاء في الكافي عن أبي عبد الله وجعفر الصادق(ع) في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} قال: الغناء[4].. فيكون المعنى والذين لا يحضرون الزور، أي مجالس الباطل.. وقد يكون ذيل الآية في الفقرة التالية يتناسب مع هذا المعنى ـ كما يقول صاحب تفسير الميزان ـ[5].

{وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِراماً} والمراد بالمرور باللغو، المرور بالذين يمارسون اللغو، ويشتغلون به، فلا يتوقفون عندهم ليستمعوا إليهم، أو ليخوضوا معهم فيه، بل يعرضون عنه ويتابعون طريقهم إلى ما يريدون تنزهاً عن ذلك، لأن الإِنسان المؤمن لا يفكر في الحياة إلا من موقع الحصول على الفائدة في الدنيا والآخرة، فلا يتوقف ولا يستغرق في ما لا فائدة فيه ولا منفعة لنفسه وللآخرين[6].

{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} التي أنزلها الله على رسله مما يفتح قلوبهم على الله وعلى طاعته، وعلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم من حكمةٍ أو موعظةٍ حسنة، من قرآن أو وحي سابق منزل؛ فإذا دعاهم الناس إلى شيء من ذلك ليسمعوه، وليفكروا فيه، وليعملوا به، أصغوا إليها بمسامع قلوبهم، وفتحوا لها كل عقولهم، ولم يعرضوا كما يعرض الكافرون. {لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } كما يفعل الذين لا يسمعون إذا قُرىء القرآن عليهم، أو الذين لا يبصرون إذا قدّم إليهم القرآن ليقرأوه. وهكذا يتحرك المؤمن في مصادر المعرفة ليوجّه إليها كل عقله وشعوره ليبني شخصيته ـ من خلالها ـ على أساس العلم والإيمان، وليهتدي بها إلى مواقع الهدى، لأن المعرفة عنده مسؤوليةٌ وليست مجرد حالةٍ طارئة في حركة الحياة من حوله[7].

{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} بحيث يعيش الإنسان الشعور بالسرور عندما ينظر إليهم وهم يؤمنون بالله ويتحركون في خط طاعته ورضاه على أساس الالتزام بالحق في كلّ أقوالهم وأفعالهم، لأن الإنسان المؤمن لا يفكر في القضايا بطريقةٍ ذاتيةٍ، من خلال العلاقات الخاصة في الحياة بزوجه وولده، بل يفكر بطريقةٍ إيمانية مسؤولة. وهذا هو ما يخصص التمنيات بالجانب الإسلامي من شخصية الأزواج والأولاد بالإضافة الى ما يحبه الإنسان من جوانب أخرى.

{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } في ما يحبه المؤمن لنفسه من التقدم في مجالات الخير، والدعوة إلى الله والعمل في سبيله، والالتزام بالخط المستقيم في العقيدة والشريعة والحياة، بحيث يبلغ الدرجة العليا في ذلك، حيث الإِمامة والقيادة. وذلك هو طموح المؤمنين في الحياة، في عملية التسامي في آفاق التقوى في ما يجاهدون به أنفسهم، ويطوِّرون به معارفهم، فلا تتوقف طموحاتهم على شؤونهم الذاتية في الحاجات الدنيوية الطبيعية، بل تنطلق إلى مواقع رضوان الله، انطلاقاً مما دعا الله إليه عباده المؤمنين من استباق الخيرات، والمسارعة إلى المغفرة والجنة والتنافس في درجات الحصول على رضاه.
بواسطة ✬✬ (27.4ألف نقاط)

اسئلة مشابهه

0 إجابة
172 مشاهدة
0 إجابة
87 مشاهدة
0 إجابة
179 مشاهدة
0 إجابة
296 مشاهدة
0 إجابة
109 مشاهدة
0 إجابة
197 مشاهدة
0 إجابة
116 مشاهدة
0 إجابة
94 مشاهدة
0 إجابة
262 مشاهدة
1 إجابة
1.5ألف مشاهدة