تلخيص نص السهرة العائلية في مقطع الحياة العائلية في كتاب القراءة سنة ثانية متوسط سَهرةٌ عائليّة
لا شكّ أنّ للجلسات والسّهرات العائلية دورًا هامًّا
في توفير السّعادة و الاستقرار للأبناء.
كَانَ تَحَلُّقُنَا حَوْلَ أبي في السّهرة حول المِدْفَأةِ هي الفَتْرَةُ الوَحِيدَةُ
التي نجتَمِعُ فيها إلَيْهِ؛ فنَحنُ لَمْ نَكُن نَأْكُلُ مَعَهُ، لأنّ إصابَتَهُ بِدَاءِ السُّكَّرِ
مُنذُ سنواتِ شَبابِهِ كانَتْ تَفرِضُ عليهِ نِظَامًا خَاصًّا لأكْلِ، ومِن هُنا كان
يتجنَّبُ الجُلُوسَ إلى مائدَتِنَا خَشيَةَ أن تَمتَدَّ يَدُهُ للمُحَرَّمَاتِ عليهِ بِسَبَبِ
المَرَضِ.
أمَّا في السَّهَراتِ الشِّتْوِيَّةِ فقَد كانَ يُقَاسِمُنَا أحْيانًا أكلَ البُرتُقَال
والجَوْزِ، وكانَت إجراءاتُ تكسير الجَوْزِ وتقشير البرتقال التي تتولّها
أمّي غالبًا مِن بَين الطُّقُوس التي نحرِصُ على حُضُورِهَا، وكُنتُ أتعَجَّبُ
كيف يُفَضِّلُ أبي أكلَ البرتقال الحامِضِ، في الوقت الذي كُنَّا فيه نحنُ
الصِّغَارَ نتنازَعُ صِنفًا مِنَ البُرتُقَالِ الحُلْوِ، لَمْ أَعُدْ أَجِدُ لَهُ أَثَرًا في الأسْوَاقِ
اليَوْمَ.
وكَانَ استِهْلاكُ الأُسْرَةِ لِلجَوْزِ عَالِيًا؛ فَهُوَ، زِيَادَةً عن سهَراتِ الشِّتَاءِ
يُستَعمَلُ في صُنعِ الحلَوِيَّاتِ، لأنّ وُجُودَ بَعْضِ أَصْنَافِ الحَلْوَى كَانَ
ضَرُورِيًّا على مَدَارِ السَّنَةِ، ولَيْسَ في الأعيَادِ فقَطْ، فَلَمْ يَكُنْ يَصِحُّ أنْ
يَأْتِيَ زَائِرٌ عَلَى حِينِ بغَتَْةٍ، دونَ أنْ يَكُونَ في وُسْعِ أُمِّي أَنْ تُقَدِّمَ لَهُ بَعْضَ
الْحَلَوِيَّاتِ.
أَذْكُرُ أنَّ مَنظَرَ جَوْزَةٍ بَيْضَاءَ، قِشْرَتُهَا نَاصِعَةٌ، اِسْتَهْوَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ
فَأَصَرَّ على أن يَكْسِرَهَا بِنَفسِهِ، وكَمْ كانَتْ دَهْشَتُهُ ودَهْشَتُنَا كبيرةً عِندَمَا
وَجَدَ بِدَاخِلِهَا كُتْلَةً سَوْدَاءَ لا تُشْبِهُ لُبَّ الجَوْزِ مِن بَعِيدٍ ولا مِن قَرِيبٍ.
كانَ تَعْلِيقُهُ. » أَعُوذُ بالّل … هذهِ الجَوزَةُ مِثْلُ المُنَافِقِ « –
وضَحِكَتْ أمّي لِتَعْلِيقِهِ، وضَحِكْتُ مُعجَبًا بِبَدَاهَةِ التَّعليقِ ودِقَّةِ التَّشْبِيهِ.