المناطق الجرداء غير المزروعة هي أشد حرارة من المناطق الخضراء المزروعة حيث ان النباتات الحضراء تعمل على ترطيب الجو وخفض درجة الحراره وحجب الاشجار لاشعة الشمس وتعد الحدائق والمساحات الخضراء والممرات المائية أماكن عامة مهمة في معظم المدن. أنها توفر حلولاً لتأثيرات الصحة والسلامة للتنمية السريعة وغير المستدامة. تصف الأدبيات العلمية الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها للبيئة الطبيعية أن يكون لها تأثير إيجابي على صحة الإنسان وسلامته ، حيث توفر المساحات الطبيعية فرصًا للنشاط البدني والتواصل الاجتماعي وتخفيف التوتر النفسي . أظهرت مجموعة متزايدة من الدراسات الوبائية أن الحفاظ على المساحات الخضراء الحضرية له العديد من الآثار الصحية الإيجابية ، بما في ذلك تحسين الصحة العقلية وتقليل الاكتئاب ؛ تحسين نتائج الحمل. وتقليل معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وما يرتبط بها من وفيات والسمنة ومرض السكر في معظم الأوقات ، تعيش الفئات المحرومة في أحياء ذات مساحات خضراء قليلة ، على الرغم من أن الدراسات تظهر أن الأشخاص المحرومين اجتماعيًا واقتصاديًا يمكن أن يستفيدوا بشكل كبير من تحسين الوصول إلى المساحات الخضراء الحضرية. وبالتالي ، فإن تقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في توافر المساحات الخضراء الحضرية يمكن أن يساعد في تقليل الفوارق الصحية بسبب الدخل ووضع الأقليات والإعاقة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية الأخرى .عدد ونوعية المساحات الخضراء يمكن أن يخفف من الملوثات المناخية قصيرة العمر التي لها آثار خطيرة على ظاهرة الاحتباس الحراري وتسهم بشكل كبير في أكثر من 7 ملايين حالة وفاة مبكرة مرتبطة بتلوث الهواء . تعمل النوافير على الأسطح والبرك والبحيرات والحدائق على تلطيف درجات الحرارة القصوى ، وتقلل من جزر الاحترار الحضري وتؤدي إلى توفير الطاقة وتحسين جودة المناخ في المدن. يساهم تلوث الهواء في ارتفاع درجات الحرارة وتطور موجات الحرارة ، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية من ضربة الشمس ، خاصة بين الأشخاص المصابين بالفعل بأمراض غير معدية . تشير التقديرات إلى أن أي شجرة مزروعة في موقع استراتيجي لتوفير الظل يمكن أن تقلل بشكل مباشر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من محطات الطاقة بحوالي 10 كجم عن طريق تقليل الحاجة إلى تكييف الهواء . في أوروبا وحدها ، هناك 400000 حالة وفاة مبكرة بسبب تلوث الهواء كل عام ، بتكلفة تتراوح بين 330 و 940 مليار يورو بالإضافة إلى الفوائد الواضحة للحد من تغير المناخ والحد من تلوث الهواء ، فإن الحدائق والمساحات الخضراء والممرات المائية تساعد جميعها في تقليل التعرض لواحد من أهم مسببات الأمراض غير المعدية في العالم ، نمط الحياة المستقرة ، الذي يتسبب في وفاة 3.2 مليون سنويًا . توفر المتنزهات والمساحات الخضراء للناس فرصة للمشي وركوب الدراجة وممارسة الرياضة في أوقات فراغهم. لذلك ، يعد الاستثمار في حدائق المدينة والمساحات الخضراء والممرات المائية طريقة فعالة واقتصادية لتحسين الصحة وتخفيف آثار تغير المناخ.
