الأمر الذي يفعله الإنسان تلقائياً مرة تلو الأخرى هو العادة، وتشمل تلك العادات كل ما يقوم به النشاط البشري من تقاليد وطقوس تستخلص في أغلب الأحيان من فكر أو عقيدة المجتمع، وتلك العادات لا تكون في الأفعال اليومية فقط، وإنما تدخل في كل جوانب الحياة مثل الترفيه والعلاقات بين الناس والفن، وللعادات علم خاص بها يبحث في التفسير الإجتماعى لتطور النظريات العلمية ومدى تقبل المجتمع لها، وتقوم العادات السلوكية والعقائدية بدور كبير خاص بالتأثير في تحديد الإتجاهات العقلية، ويوجد تعريفات كثيرة للعادة تختلف بحسب المجال الذي تدخل فيه
فتعريف العادة سيكولوجياً هي أنماط السلوك المعتادة والمتكررة التي يتعلمها الفرد ويكررها دائماً دون وجود شعور بشكل مباشر، ويعرف التعود بأنه التعلم الذي يتم بعد فترة من التعرض لمثير معين، وقد تأخذ العادة أياماً أو سنوات حتى تصبح عادة لدى الفرد ويتوقف ذلك الأمر على مدى تعقيد وصعوبة تلك العادة، وفي المجال النفسي تتكون العادة من ثلاث عناصر، الأول هو المعرفة، وذلك يضمن معرفة الإنسان النظرية بالشئ الذي سيفعله ويعتاد عليه، والعنصر الثاني هو الرغبة أي الدوافع والميل النفسي لفعل شئ ما، والعنصر الثالث هو المهارة أي القدرة على فعل شئ ما والتمكن من إتقانه والقيام به يومياً.
وهناك فرقاً بين العادات والتقاليد الاجتماعية، فكل منهما يخص جماعة ما، ولكن التقاليد يتم تعلمها من الجماعة التي يعيش الإنسان بينها والتي يتم توارثها من شخص لآخر، مثل الاحتفال بالأعياد والمناسبات المحددة، أما العادات فلا تشترط أن يفعلها الجماعة التي تعيش بينها، ولكنها مكتسبة، قد تصبح بعض العادات في مجتمع معين جزءاً من القانون الرسمي، أو جزءاً من الدستور،وتقوم العادات والتقاليد بدور كبير في تقويةالروابط الاجتماعية، وتوحد بين الناس خاصة في الأعياد والمناسبات الفولكلورية، ذلك في العادات المفيدة للمجتمع، ولكن أيضاً توجد بعض العادات الضارة والمحرمة في المجتمعات مثل ظاهرة وأد البنات التي كانت تحدث قديماً في العصر الجاهلي، وأيضاً عادات الذهاب إلى المنجمين.
