النبي الذى غاص فى الوحل هو:
ارميا
وذلك على حسب ما ورد فى الكتاب المقدس, سفر ارميا, الاصحاح الثامن والثلاثون.
حيث طلب رؤساء ملك بابل من الملك, وهم يوخل بن شلميا, فشحور بن ملكيا, جدليا بن فشحور, وشفطيا بن متان, ان يقتل النبي ارميا, وذلك بسبب ما قاله وصرح به للشعب, وهو ان الرب قال ان الذى يعيش بهذه المدينة, سيموت من الوباء والجوع والسيف, اما الذى يخرج الى الكلدانيين, اى يسلم نفسه لهم , ويذهب اليهم, فسوف يحيا, كما قال ان المدينة سياخذها جيش ملك بابل, لذلك اعتبروه خائن للوطن, وطالبوا الملك بان يقتله, لانه بذلك يؤثر على الشعب, وعلى الجنود ويضعف من عزيمتهم, وانه بذلك لا يجلب السلام, بل يجلب الشر. فوافق الملك قائلا لهم "ها هو بيدكم، لأن الملك لا يقدر عليكم في شيء" [5]. فقاموا بالامساك بارميا, والقوه فى جُب ابن الملك( ملكيا), وانزلوه الى الجُب( البئر) عن طريق الحبال , وكان الجُب ملئ بالوحل ولا يوجد به ماء, لذلك غاص النبي ارميا فى الوحل, وهم بذلك ارادوا ان يموت ارميا من الجوع, بدون سفك دمه, ولكن ارميا استغل وجوده فى البئر, وظل يصلي ويدعو ربه, قائلًا: "دعوت باسمك يا رب من الجب الأسفل،لصوتي سمعت،لا تستر أذنك عن زفرتي عن صياحي،دنوت يوم دعوتك قلت: لا تخف.خاصمت يا سيد خصومات نفسي...رأيت يا رب ظلمي.أقم دعواي..." (مرا 3: 55-59).
وعندما علم عبد ملك الكوشي بما حدث مع ارميا, اوضح للملك ان ارميا سيموت من الجوع, لان المدينة ليس بها خبز, وما ارتكبه الرؤساء فى حقه يعتبر خطأ, فامره الملك بان ياخذ معه 30 رجل ويذهبوا الى ارميا لانقاذه, واخراجه من البئر قبل ان يموت.
وبالفعل ذهب عبد ملك الكوشي ومعه الرجال, ونزلوا الى اسفل المخزن الموجود به البئر, واخذوا معهم ملابس قديمة, وانزلوها الى ارميا فى البئر, وطلبوا منه ان يضعها تحت ابطيه تحت الحبال, حتى لا يتجرح جسمه من خشونه الحبال, ثم رفعوه بالحبال الى اعلى, وعاش ارميا فى دار السجن.
