اختلفت أسماء أشد الليالى ظلمة من لسان إلى آخر، وذلك يدل على ثراء القاموس العربى، فقد أطلق العرب على الليالى شديدة الظلام أسماء عديدة، ومن الأسماء التى أطلقوها عليها قولهم: لفظ لائل، فوصفوا الليل بقولهم: ليل لائل، وأخذواء منها المؤنث فقالوا ليلاء وأصل الكلمة ليلاه، فقالوا ليلة ليلاء أى شديدة الظلام، وقالوا أيضاً على الليلة شديدة الظلام ليلى، وهو اسم عربى مشهور أصبحت تسمى به النساء بعد ذلك، وله مكانة فى القصص العربية لأنه جاء فى القصة الشهيرة مجنون ليلى، والليلة شديدة الظلام تعرف بأنها ليلة الثلاثين من الشهر .
فى قول أخرى أطلق على الليلة شديدة السواد لفظ دأداة و دأداء، فيقال ليلة دأداء، ومنها جاء لفظ الدادئ، وهم ثلاث ليال من الشهر، ليلة خمس وست وسبع وعشرين من كل الشهر، وقد أطلق عليهم كذلك للتعبير عن شدة ظلام تلك الليالى الثلاث، وقد أخذ هذا اللفظ من الفعل يدأدئ بمعنى يسرع، للتعبير عن أن الشمس تسرع فى الغروب ليعم الظلام الدامس فى تلك الليالى، وقد ذكر لفظ الدادئ فى شعر الأصمعى فيقول: أبدى لنا غرة وجه بادى.. كزهرة النجوم فى الدادئ.
وأيضاً ذكر لفظ أليل وهو مؤنث ليلاء فى شعر الفرزدق فقال: قالوا وخاثره يرد عليهم..والليل مختلط الغياطل أليل. وقد ذكرت ألفاظ كثيرة مأخوذة من لفظ أليل لوصف الليل فيقال ليل أليل ولائل ومليل، ويوصف الليل شديد الظلام أيضاً بأنه ليل بهيم وليل فاحم، وهى الليالى الكاحلة التى لا يوجد فيها أى شعاع ضوء حتى سطوع الفجر.
أما عن تسمية الليل بذلك الاسم، فقد ورد فى أقوال العرب، أنه قد أطلق عليه ليلاً، بسبب أن الليل يلالى بالإنسان، وذلك معناه أنه يشك فيما يراه ليلاً بسبب الظلام فيقول عن الشئ هو هو ثم يقول لا لا.