اختلف العلماء فى تحديد عدد الأيام التى ظل فيها النبى إبراهيم عليه السلام وسط نيران النمرود، وقد ذهبت معظم الآراء على أنها كانت ثلاثة أيام بلياليها، وتعتبر هذه قصة شهيرة، بدأت عندما أتى سيدنا إبراهيم عليه السلام للنمرود، فسأله النمرود: هل تؤمن أننى الملك، فقال له سيدنا إبراهيم: بالطبع لا، فغضب النمرود وسأله: وهل لك رب غيرى، فأجابه سيدنا إبراهيم قائلاً: ربى الذى يحيى ويميت، فقال له النمرود: أنا أحيى وأميت، وأحضر النمرود رجلين من السجن، فقتل أحدهما، وترك الآخر يعيش، وقال له لقد قتلت واحداً، وتركت الآخر يعيش، فبذلك أنا أحيى وأميت، فسأل النمرود سيدنا إبراهيم: ماذا يفعل ربك أيضاً، فقال له سيدنا إبراهيم: إن ربى يأتى بالشمس من المشرق، فأتِ بها أنت من المغرب، فى هذه اللحظة لم يستطع النمرود الجواب وبهت وجهه.
بعد تلك الحادثة أمر النمرود أن يتم إلقاء سيدنا إبراهيم فى النار وسط حشد من الناس، وأمر جنوده بإشعال النار ثلاثة أيام متواصلة، حتى باتت كالسعير، ومن شدة حرارتها كان الطير إذا مر من فوقها احترق، حتى أنهم لم يستطيعوا أن يقتربوا ليلقوا سيدنا إبراهيم فى النار من شدة حرارتها، فاستخدموا المنجنيق ليلقوه به فى داخلها، وظلوا يلقوا بالأخشاب فى النار حتى تزيد اشتعالاً، وفى هذه اللحظة حضر سيدنا جبريل ليثبت سيدنا إبراهيم، وقال له: هل تطلب شيئاً يا إبراهيم، رد عليه سيدنا إبراهيم قائلاً: أما إليك فلا، وأما إلى ربى فنعم، علمه بحالى يغنى عن سؤالى، بعد قاموا بإلقاء سيدنا إبراهيم عليه السلام فى النار، وتركوا النار مشتعلة عليه كما ذهب بعض العلماء على أنها كانت ثلاثة أيام بلياليها، حتى ظن جميع الناس أن سيدنا إبراهيم قد هلك حتماً من شدة النيران، إلا أنهم تفاجأوا بعد أن أطفئت النيران، أن سيدنا إبراهيم خرج سليماً، لم يحدث له أى شئ، ولم تصبه النيران بأى أذى، وقد احترقت فقط القيود التى كانت فى يده قبل أن يلقوه إلى النار.
