تكلم الرب يسوع عن العطاء كما تكلم يشوع بن سيراخ قديماً عن العطاء، والشاهد هو آياتين من الإنجيل، فيقول يشوع بن سيراخ فى سفر يشوع بن سيراخ آية (سى 36:4): لا تكن يدك مبسوطة للأخذ، مقبوضة عن العطاء، ويقول الرب يسوع فى سفر الأعمال (أع 35:20) : مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.
وفى الآيتين يحفز كل من يسوع الرب، ويشوع بن سيراخ البشر على العطاء، ويوضحان قيمته الإنسانية، كما يحذران من الأنانية التى تتمثل فى الرغبة فى الأخذ فقط دون أن يعطى فى المقابل شيئاً، فيحب الإنسان أن يأخذ النصيب الأعظم من كل شئ، ومن محبة العالم، ولا يحب أن يعطى فى المقابل شيئاً، كما أن الآيتين يرغبان فى العطاء لما يجلبه من سعادة روحية، كما أن العطاء يعالج النفس البشرية من كافة أمراضها كالحقد والأنانية والغرور، ويجعل القلب حساساً أكثر تجاه كافة البشر، يرق لهم ويشعر باحتياجاتهم، وذلك يضمن للإنسان أن يتمتع بالتصالح مع نفسه، وذلك يجلب له الشعور بالرضا، والصحة الجسدية والعقلية.
ولا يجب أن يكون العطاء مقتصراً على وقت السعة فقط، فيمكن أن يكون الإنسان فى أشد أوقات حاجته، ولا ينقطع عطاءه، كما أن العطاء من القليل، يعتبر من أسمى معانِ العطاء، لأنه يبين علو النفس البشرية، وقدرتها على العطاء فى أشد لحظات الاحتياج.
كما أن العطاء فى الآيتين كما يوضحهما يشوع بن سيراخ، والنبى يسوع يجب أن يكون عن طيب خاطر، ورضا نفس، فلا يعطى الشخص وهو غاضب من عطائه، لأن ذلك يذهب قيمة العطاء، بل يجب أن يكون مسروراً لعطائه، وإحساسه بالآخرين، ويدرك أن الذى يعطى وهو مسروراً وشاعراً بالرضاً يحبه الله، ويزيده من نعمه.
