قيمة تنكير أمة في ستشرق الشمس على أمة لغير وجه الله لم تسجد هو التعطيم والتفخيم، وهو أحد جماليات التنكير في اللغة العربية، فالتنكير في اللغة العربية له قيم كثيرة، وتفهم تلك القيم بحسب السياق التي وردت فيه الكلمة النكرة، ومن أهم قيم التنكير المعروفة في اللغة العربية هي: أولاً الإفراد، بمعنى ذكر كلمة نكرة تدل على المفرد كما في قوله تعالى (وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ) وفي قول "قليل مدوم عليه خير من كثير مملول عنه"، وهنا يقصد إفراد كلمة قليل أي أن قليل واحد دائم خير من كثير يصبح مملاً بمرور الوقت، هناك أيضاً قيمة التعظيم والتفخيم، مثل المذكورة في المثال، وأيضاً الموجودة في قول الله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)، هنا الغرض من تنكير كلمة حياة، هو قول أنها حياة عظيمة، وفي قول آخر: بينكم وبين الموعظة حجاب من الغرة، هنا كلمة حجاب أيضاً جاءت نكرة للدلالة على التفخيم والتعظيم، أي حجاب عظيم، يمنعكم من الاستماع إلى الموعظة والأخذ بها، ومن جمال التنكير أيضاً قيمة التكثير، وهذا يدل أيضاً على معنى التفخيم والتعظيم، فجاء نكرة لكثرته ولم يحتاج إلى تعريفه، كما جاء في قول الله تعالى : (...إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ)، وجاء ذلك في قوله تعالى أيضاً "عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ" فيكون الاسم نكرة مفرد ولكنه يدل على الكثير، ويفيد التنكير أيضاً التقليل، ويظهر ذلك في قول الله تعالى: (وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ)، بمعنى أن رضا الله على البشر حتى قليله فهو أكبر من أي رضا.
وهناك معنى آخر للتنكير وهو النوعية ، ذلك المعنى الذي يدل على أن الكلمة النكرة تدل على نوع من أنواع النكرة، ويظهر ذلك في قول الله تعالى (وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ)، ويشرح الزمخشري ذلك قائلاً "ومعنى التنكير أن على أبصارهم نوعاً من الأغطية غير ما يتعارفه الناس، وهوغطاء التعامي عن آيات الله، ولهم من بين الآلام العظام نوع عظيم لا يعلم كنهه إلا الله" وذلك قوله نصاً في شرح قيمة التنكير في تلك الآية، ويدل التنكير أيضاً على بيان الجنس والتركيز عليه، مثل قول العرب: أرجل أتاك أم امرأة؟ فهنا جاءت كلمتا رجل وامرأة نكرة لبيان الجنس.
كما يوجد قيم أخرى للتنكير مذكورة في البلاغة مثل إخفاء أمر ما أواسم ما للخوف منه أوعليه أو حماية له.
