لا أحد يحب الهجرة من وطنه أبَداً و لكن عندما لا يجد شُغلاً و لا حياةً كريمةً في وطنه تُصبِحُ الهجرة مَشروعَةً و لا شكّ في مشروعيتِها. إلقاء القبض، تعرف البلدان العربية هجرةً جماعيّةً لشبابها بحثا عن العمل و عن الحرية و عن العدالة الاجتماعية التي فقدتها في أوطانهم، فمنهم مَن يغادر بلده إلى إلى دول أجنبية على متن "قوارب الموت" مُفضِّلين الموت عن حياة الذّلّ التي يعيشونها في أوطانهم، و من هؤلاء الشباب مَنْ سَعِفَه الحظُّ لمتابعة دراستِهم في دول أجنبية (هجرة الأدمغة) يتلقّوْن فيها عنايةً خاصّةً، فتخرّجوا من معاهدها و مدارسها علماء نُبغاء في كل المجالات، وجدوا شغلاً في مستوى شواهدهم التي حصلوا عليها و فضّلوا البقاء و العيش بعيدين عن أوطانهم. هذا هو مصير مواطنين منزوعي الحقوق في أوطانهم التي تُنْهَبُ ثرواتُها و تُسْرَقُ أمام أعيُنِهم، من قبل ثُلّة من المتحكِّمين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة و لا شأنَ لهم في أية مصلحة عامَّة للوطن و المواطنين، يُكَدّسون أموال الشعب المنهوبة في البنوك الأجنبية بالبلايين الدولارات.
الكاتب: { علي اعمو }