80 مشاهدة


كفارة الصيام للمريض، يعد الصوم أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض على كل مسلم عاقل بالغ، فقد أمرنا الله عز وجل بصوم شهر رمضان من كل عام، وجعله شرطًا لاكتمال الإسلام، وكذلك منحنا الله سبحانه وتعالى رخصًا للإفطار لمن لا يستطيع الصوم سواء للمرض أو لأسباب أخرى وفقًا لضوابط معينة، سنتعرف عليها من خلال هذا المقال.


رخصة الإفطار في شهر رمضان

يتميز الدين الإسلامي الحنيف بالتيسير والتخفيف واللين بما لا يخل بالمصلحة العامة للإنسان والأمة في تشريعاته وأحكامه، ولهذا فقد قدم الله سبحانه وتعالى لعباده رخصًا للتخفيف عنهم من مشقة العبادات في حالة وجود عذر، وهذا وفقًا للقاعدة الفقهية الشهيرة "المشقة تجلب التيسير"، وكذلك تأكيدًا لقول رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم-:(إن الدين يسر) رواه البخاري، وبالنسبة لعبادة الصيام فهناك حالات محددة أباح لهم الدين الإفطار بضوابط معينة وهي السفر وكبر السن والعجز والمرض بشقيه المزمن والغير مزمن، وسنتحدث هنا عن رخصة الإفطار للمريض وكفارة الصيام للمريض بشي من التفصيل:

أنواع المرض الموجب للإفطار

والمقصود بالمرض هنا هو المرض الذي يؤدي إلى حدوث أذى وضرر شديد على الإنسان في حالة الصوم، أو أن الامتناع عن الطعام والشراب لفترة طويلة سيسبب زيادة شدة حالته المرضية، وكذلك في حالة أن الصيام سيسبب حدوث تأخير في الشفاء من المرض والبراءة منه، وقد قسم الاطباء أنواع المرض إلى عدة أقسام هي:

المرض البسيط: وهو المرض الذي لا يسبب أي ضرر للصائم، مثل الصداع أو الانفلونزا ومرض السكر الخاضع لسيطرة الدواء، وقد أجمع جمهور العلماء والمفتيين والأئمة الأربعة على إنه لا يجوز استخدام رخصة الإفطار مع المرض اليسير أو البسيط الذي لا يسبب أي مضاعفات للمريض أثناء الصيام.

المرض الذي يجوز فيه الإفطار للصائم: وهو المرض الذي يُسمح لصاحبه استخدام رخصة الإفطار دون حرج أو إثم، حيث أن هذا المرض يستطيع صاحبه الصوم ولكنه سوف يعود عليه بالضرر وتأخير الشفاء، ولكنه الضرر الذي لا يؤدي لهلاك صاحبهن وهنا أجاز العلماء للمصابين بهذا النوع من المرض استخدام رخصة الإفطار مع قضاء الأيام التي أفطرها فيما بعد حين يقدر على الصوم، وبالطبع يجب استشارة الطبيب وأخذ الفتوى بالإفطار منه قبل أي شيء.

المرض الموجب للإفطار (المرض المزمن): وهو المرض الذي لا يستطيع الإنسان المصاب به الصيام، حيث يسبب له الصيام مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة، وبالطبع يكون هذا الرأي بعد تشخيص الطبيب المسلم الثقة الأمين، وفي هذه الحالة يجب على المريض الإفطار ويحرم له الصوم، هذا لأنه في هذه الحالة يلقي بنفسه في التهلكة، وقد أمرنا الله عز وجل بعدم إيذاء النفس ويتضح ذلك في قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء: 29)، ولا يوجب عليه القضاء بل يكفي أن يقوم بإخراج الكفارة عن الإفطار فقط.

مقدر كفارة الصيام للمريض

كما ذكرنا في الأعلى أن المرض ينقسم إلى عدة أقسام قسم المرض البسيط وهو الذي لا يجوز فيه الإفطار بتاتًا كون الصيام لا يؤثر على صحة المريض، القسم الثاني هو المرض الذي يجوز فيه الإفطار حرصًا على صحة المريض وهو يوجب القضاء فيما بعد ولا يجب فيه إخراج الكفارة، القسم الثالث وهو المرض المزمن الذي لا يرجي الشفاء منه ويستمر مع صاحبه طول العمر، وفي هذه الحالة لا يجب أن يصوم هذا المريض تمامًا حرصًا على حياته، وعليه الكفارة عن الأيام التي أفطرها في رمضان وهي إطعام مسكينًا عن كل يوم يفطره من أوسط ما يطعمه أهل المنزل، أو إخراج قيمة الوجبة نقود لا تقل عن 10 جنيهات لليوم الواحد، وكذلك عليه أن يخرج وجبة واحدة عن اليوم وليس وجبتان للسحور والإفطار، والله أعلم.


نشر أبريل 27، 2021 بواسطة (500 نقاط)