108 مشاهدة


تعريف السياحة: هي الانتقال من مكان إلى مكان يبعد عنه مسافة لا تقل ثمانين كيلو متر؛ بحيث ينتقل فيها الإنسان من عالم له طبيعة ما إلى عالم آخر له طبيعة مختلفة، أو أحياناً متشابهة، أو متطابقة حسب الهدف من السفر.

أنواع السياحة: تختلف انواع السياحة، ومجالاتها حسب اختلاف الغاية منها فهناك السياحة الترفيهية، والتي يقوم بها الإنسان من أجل الترويح عن النفس، وتغيير نمط الحياة، وشكلها اليومي المتكرر عادة والذي يصيب الإنسان في حالات كثيرة بالرتابة، والإحباط، وأحيانا الكآبة مما يضطره الي اللجوء لهذا النوع من السياحة لتغير الحالة المزاجية وتعديلها.

وهناك السياحة الاقتصادية والتي يهدف منها الإنسان البحث عن مجالات الرزق المتنوعة والتي دلنا عليها الخالق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حيث قال في موضعا منه: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ، وفي موضع آخر قال: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ،وكذلك قوله عز وجل:قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ إشارة إلي هذا النوع من السياحة لغرض التجارة أو العمل أو الاستثمار لتنمية الموارد المالية، والاقتصادية، واستغلال التنوع في الثروات الطبيعية، والبشرية؛ وذلك لحدوث تبادل المنفعة بين البشر، والتكامل البشري الذين خلقوا بإبداع الخالق سبحانه وتعالى متنوعي الألوان، والأجناس، والأعراف، واللغات، والأديان، والعرق طبيعة الحياة.

وهذا ينقلنا إلى نوع اخر من أنواع السياحة وهي السياحة الاجتماعية والثقافية، والتي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، وقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا؛ اشاره من الله عز وجل الى تنوع واختلاف بني ادم علي الرغم من الاصل الواحد؛ فيصبح الهدف من هذا النوع من السياحة التعارف بين البشر الذي ييسر عملية التكامل، والتواصل بينهم الذي هو ضرورة حياتيه. فنجد أنفسنا ننتقل إلى نوع آخر من أنواع السياحة، وهو السياحة العلمية التي يهدف منها البشر إلي تعلم لغات بعضهم البعض، والتي تساعدهم على التواصل الاجتماعي، ومعرفة أخبار بعضهم، وعاداتهم، وثقافتهم، وخبراتهم الحياتية؛ فيتعلم الإنسان في مكان ما كيف استطاع آخر أن يطوع مكونات الكون لخدمته، وتيسير العيش على هذا الكوكب الممتلئ بالمكونات، والكائنات.

ومما لا شك فيه أن من أهم هذه العلوم، والثقافات التي يتناقلها البشر فيما بينهم، هي التداوي والتغلب على الأمراض، والأوبئة؛ ليظهر أمامنا نوعاً جديداً من أنواع السياحة وهو السياحة العلاجية، والتي يهدف فيها الإنسان إلي استغلال المكونات الطبيعية المختلفة باختلاف الأرض التي يعيش عليها الإنسان في علاج الأمراض المختلفة. فنجد انسان في مكان ما على الكرة الأرضية يذهب إلى مكان آخر للتمتع بالمناخ الصحي فيه من تربة، أو مياه تساهم بشكل مباشر في علاج الكثير من الأمراض، وبشكل غير مباشر بما تخرجه من مواد طبيعية يستخدمها الإنسان ويطورها للحصول على الأدوية المختلفة لأمراضه.

وهناك نوعاً آخر من أنواع السياحة، وهو السياحة الدينية والتي تمكن الإنسان من التعرف على أبناء دينه الذين يعيشون في أماكن مختلفة من العالم وبطريقة مختلفة من الحياة، وكيف يطبقون هذا الدين علي حياتهم؛ فيكتسب العلوم الدينية ويستشعر الرابط الروحي بينه وبين آخرين في أماكن مختلفة فيشعر بالقوة التي تساعده على تخطي الصعاب المختلفة في حياته.

وأخيراً السياحة التاريخية والتي يتعرف فيها الإنسان على أشكال الحياة المختلفة التي عاشها غيره في احقاب سالفه، فيكون اتصال بين البشر أجيال بعد أجيال يساعد على تراكم الخبرات وتلافي الأخطاء التي وقع فيها السابقون.

أهمية السياحة: هي ضرورة لبقاء النوع فلولا هذه الأنماط من التنقل ما عرف الإنسان كيفية الحياة بيسر على هذا الكوكب والتغلب على ما فيه من مكونات، واستغلالها لبقاء سلالته على الأرض لهذا أرشدنا إليها خالقنا بل وأمرنا بها.


نشر سبتمبر 27، 2019 بواسطة (524 نقاط)