94 مشاهدة



يعد الاكتئاب من أخطر الأمراض التي انتشرت في الأونه الأخيرة بشكل كبير، حيث كانت أولى دول العالم التي بها أعلى نسب الإصابة بالاكتئاب هي دولة أيسلندا، كما أن جمهورية غيانا بها أعلى نسبة انتحار على مستوى العالم وكان معظمها مرضى اكتئاب، الاكتئاب مرض عضوي ونفسي معاً يسيطر على صاحبه ويجعله في حزن دائم وإحباط مستمر، فهو عبارة عن اضطراب كيميائي يحدث في المخ ويسيطر على باقي الجسد، لذا يُسمى بمرض الجسم الكلى.

أسبابه:

بالرغم من أن الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً إلى أنه لم يتوصل العلماء لأسباب دقيقة له، لكن معظم الأبحاث أشارت إلى عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة به، ومنها ما يلي:

1- عوامل وراثية: كإصابة أحد الأقارب بهذا المرض، لكن الأبحاث لاتزال مستمرة لمعرفة الجينات المسؤولة عن ذلك.

2- عوامل بيوكيميائية: فقد لاحظ العلماء بعد عمل فحوصات باستخدام تقنيات حديثة لتصوير المخ أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من تغيرات في مناطق معينة به، كما لاحظوا وجود خلل في المخ والنواقل الكيميائية الموجودة فيه.

3- عوامل بيئية واجتماعية: تلعب البيئة المحيطة دوراً هاماً، فقد تؤدى الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة إلى الإصابة بالاكتئاب، كما أن التوتر والضغط العصبي والنفسي نتيجة مشاكل الحياة من العوامل المهمة التي لها دور في ذلك، وأيضاً حدوث بعض الأشياء المؤلمة كفقدان شخص عزيز من الممكن أن يدخل الإنسان في نوبة حزن كبيرة ومستمرة تنتهي بإصابته بالاكتئاب.

أعراضه:

الاكتئاب مرض يظهر على صاحبه بسهولة، فمن السهل على الجميع معرفة الأشخاص المصابة بالاكتئاب، حيث أن علاماته تظهر بشكل واضح والتي منها ما يلي:

1- الحزن المستمر: من الطبيعي عند حدوث أمر محزن يجعل الانسان حزيناً لمدة معينة، لكن مريض الاكتئاب يستمر حزنه بشكل دائم ولا يشعر بالسعادة في أي شيء حوله.

2- اليأس وانعدام الأمل: يشعر المريض بحالة من الإحباط واليأس تجعله فاقداً للأمل، ليس لديه طموح في المستقبل، وليس لديه هدف يسعى إليه.

العصبية والعدوانية تجاه الآخرين: يصبح المريض عصبي وعدواني إلى حد كبير ولا يستطيع التعامل مع الآخرين.

3- الأرق وإضرابات في النوم والتركيز: يعاني مريض الاكتئاب من انعدام في النوم لأيام كثيرة، مما يؤدى إلى انعدام تركيزه وتشتت عقله.

4- زيادة أو نقصان في الوزن.

5- فقدان الرغبة في الحياة وممارسة المهام اليومية والاعتيادية.

6- نقص في مستوى الطاقة والشعور بالكسل والتعب.

7- الشعور بعدم الأهمية وانعدام ثقته بنفسه أو بالآخرين.

8- اضطرابات في التفكير والميل إلى الأفكار السلبية والانتحارية.

أنواعه:

١- الاكتئاب الشديد: حيث تظهر معظم الأعراض على المريض معاً.

٢- اضطراب الاكتئاب المستمر.

٣- اضطراب ثنائي القطب: ويسمى أيضاً بالاكتئاب الجنوني، حيث أن المريض فجأة تظهر عليه أعراض الجنون أو زيادة الطاقة، ثم فجأة الحزن وفقدان الطاقة، لذا لا يستخدم الطبيب مضادات اكتئاب، لكنه يستخدم فقط محسنات المزاج والتي منها الليثيوم.

٤- الاضطرابات العاطفية الموسمية: ويكون الاكتئاب ملازماً لفصل الشتاء لقلة التعرض للشمس حيث يقصر النهار وتزداد عدد ساعات الليل، ويكون العلاج ضوئي حيث يتعرض المريض لضوء الشمس لمدة ربع ساعة كل يوم.

٥- الاكتئاب الذهاني: وتظهر على المريض أعراض الاكتئاب ويعاني أيضاً من الهلاوس والأوهام سواء السمعية أو البصرية.

٦- اكتئاب ما بعد الولادة: وهو ما يصيب أغلب الأمهات في الأسابيع التي تعقب الولادة.

٧- اكتئاب المواقف: هو نوع يصيب الإنسان نتيجة حدوث موقف معين، ويطلق عليه الاكتئاب الرد فعلى.

8- الاكتئاب الغير تقليدي: ويختلف عن الاكتئاب التقليدي في أنه عند حدوث مواقف الإيجابية تتحسن نفسية المريض.

العلاج:

قامت المكتبة القومية للطب (NHL) بتعريف مرض الاكتئاب على أنه مرض نفسي طبي يمكن علاجه، فهو مرض مثل أي مرض كالسكر وضغط الدم المرتفع وغيرها من الأمراض، له علاج وعلى المريض الاهتمام به وعدم التهاون فيه، ومن طرق العلاج ما يلي:

1- العلاج الدوائي: يستخدم الأطباء عدة أدوية تؤثر على الناقلات الكيميائية بالمخ، حيث وجد العلماء أن مريض الاكتئاب يعاني من نقص في هرمون السعادة (السيروتونين)، فعندها يقوم الطبيب المعالج بوصف بعض الأدوية التي تزيد من إفراز ذلك الهرمون، ومن أمثلة ذلك:

2- مثبطات استرجاع السيروتونينSSRI والتي تستخدم في بداية العلاج.

3- مثبطات استرجاع السيروتونين والنورابينفرينSNRI.

4- مضادات الاكتئاب اللانمطية.

5- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

- العلاج النفسي والجلسات النفسية.

6- مثبطات أكسيداز أحادي الأمينMAOI.

- العلاج النفسي: ويقوم الطبيب المعالج بعمل جلسات نفسية علاجية للمريض وأحياناً يجمع بين العلاج النفسي والدوائي معاً.

- العلاج بالصدمة الكهربية: وتستخدم في الحالات المتأخرة، ولكن الأهم من العلاج هو تقبل المريض له وتعاونه مع الطبيب المعالج لتحقيق نظام علاجي فعال، كما أنه يجب على المحيطين بالمريض تقديم الدعم الكامل له والمساندة النفسية حتى يتمكن من استكمال علاجه دون توقف.

طرق الوقاية منه:

ليس هناك ما يمنع الإصابة بهذا المرض، لكن هناك بعض الأنشطة اليومية والحياتية البسيطة تساعد في الوقاية من هذا المرض وتقليل أعراضه، كما أنها تُثبط تقدمه أيضاً، ومنها الآتي:

١- ممارسة الرياضة يومياً.

٢- الابتعاد عن التدخين والكحوليات.

٣- المشاركة في النشاطات الاجتماعية.

٤- ممارسة الهوايات المفضلة.

٥- تكوين صداقات قوية وجيدة.

6- عدم الجلوس وحيداً والبعد عن التجمعات العائلية.

7- اتباع نظام غذائي سليم وصحي.

8- التوعية بالمرض وخطورته وأهمية علاجه، في النهاية علينا أن ندرك أن الاكتئاب مرض يصيب الجميع كبار وصغار، لذا علينا الوعى به وبأسبابه وتجنبها، كما يجب علينا الاهتمام بعلاجه وعدم الاستهانة به فهو من أكثر الأسباب المؤدية للانتحار.

نشر سبتمبر 30، 2019 بواسطة (524 نقاط)