**شرح القصيدة**
تدور هذه القصيدة حول مدح القائم المستخلف المتوكل، الذي كان أميراً عباسياً في القرن الثالث الهجري. يبدأ البحتري القصيدة بذكر صفات القائم المستخلف، التي تتمثل في الصلاح والتقوى والعدل والحكمة. ثم ينتقل إلى ذكر أعماله الخيرة، التي تتمثل في نصرة الدين الإسلامي ورعاية العلماء وأهل الخير. ويختم القصيدة بدعاء له بطول العمر والسعادة.
**تحليل القصيدة بلاغياً**
* **الأساليب الإنشائية والخبرية:** استخدم البحتري في هذه القصيدة الأساليب الإنشائية والخبرية بنسب متساوية. حيث استخدم الأساليب الإنشائية للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه، مثل الاستفهام في البيت الأول: "أأبسط إليك المدائح، أم أضمها؟". كما استخدم الأساليب الخبرية لذكر صفات القائم المستخلف وأعمالهم، مثل الخبر في البيت الثاني: "جمعت أمور الدين بعد تزيل".
* **الصورة الجمالية:** استخدم البحتري في هذه القصيدة مجموعة من الصور الجمالية، مثل:
* التشبيه: "جمعت أمور الدين بعد تزيل، بالقائم، المستخلف، المتوكل، يموفق للصالحات، ميسر ومحبب، في الصالحين، مؤمل ملك، إذا أمضى صريمة أمره". حيث شبه القائم المستخلف بالشمس التي تنشر نورها في الكون، وبذلك يكون قد أظهر عظمته ومكانته.
* الاستعارة: "وإذا أمضى صريمة أمره، كأنما فجرت غمامًا، من سحائب العدل، فأفاضت غيثاً، من ماء النعم". حيث استعار البحتري للعدل بالماء، وبذلك يكون قد أظهر فضله وأثره في حياة الناس.
* التجريد: "وكأنما فجرت غمامًا، من سحائب العدل، فأفاضت غيثاً، من ماء النعم". حيث تجريد البحتري الغمام من صورته المادية، وجعله مجرد سحابة من العدل.
* **التناص:** استخدم البحتري في هذه القصيدة مجموعة من النصوص الدينية والتاريخية، مثل:
* القرآن الكريم: "وإذا أمضى صريمة أمره، كأنما فجرت غمامًا، من سحائب العدل، فأفاضت غيثاً، من ماء النعم". حيث تشابه هذا البيت مع قوله تعالى في سورة الكهف: "وفجرنا الأرض عيوناً".
* الحديث النبوي الشريف: "من عدل في حكمه، كفاه الله مؤنة الحساب". حيث تشابه هذا البيت مع هذا الحديث الشريف.
* **قراءة القصيدة في الضوء النقد الثقافي والتكاملى:** يمكن قراءة هذه القصيدة في الضوء النقد الثقافي والتكاملى من خلال تحليلها من خلال مكوناتها الثقافية واللغوية والفنية. حيث يمكن ملاحظة أن القصيدة تعبر عن الثقافة الإسلامية، التي تؤكد على أهمية العدل والصلاح في المجتمع. كما يمكن ملاحظة أن القصيدة تتميز بجمال لغتها وبلاغة أسلوبها.
* **وجود أساطير في القصيدة أم لا:** لا توجد أساطير في هذه القصيدة، حيث تدور حول أحداث تاريخية واقعية.
* **تجليات الأنا:** تتمثل تجليات الأنا في هذه القصيدة في مشاعر الشاعر وأفكاره، حيث يعبر عن إعجابه الشديد بالقائم المستخلف، ويدعو له بطول العمر والسعادة.
* **عبقرية التراكيب وفصاحة الألفاظ وبلاغة الجمل:** تتميز هذه القصيدة بعبقرية تراكيبها وفصاحة ألفاظها وبلاغة جملها. حيث استخدم البحتري في هذه القصيدة مجموعة من التراكيب البديعة، مثل:
* "جمعت أمور الدين بعد تزيل". حيث استخدم البحتري في هذا البيت الأسلوب الخبري، ووضع الفعل "جمعت" في صيغة الماضي، للدلالة على إنجاز القائم المستخلف لمهمة صعبة.
* "وإذا أمضى صريمة أمره، كأنما فجرت غمامًا، من سحائب العدل، فأفاضت غيثاً، من ماء النعم". حيث استخدم البحتري في هذا البيت مجموعة من الصور الجمالية، مثل التشبيه والاستعارة والتجريد.
تعد هذه القصيدة من أشهر قصائد البحتري، حيث تتميز بجمال لغتها وبلاغة أسلوبها، كما أنها تعبر عن ثقافة الشاعر الإسلامية.
