1.9ألف مشاهدة
كيف تستفيد من علم القراءات في علم التفسير
بواسطة عُدل

1 إجابة واحدة

0 تصويت
أفضل إجابة

دأب المفسرون على ذكر القراءات ووجوهها وحججها ليقفوا على تفسير تلك الآيات, إذ لم يزل العلماء يستنبطون من كل حرف يقرأ به قارئ معنى لا يوجد في قراءة الآخر, فإنه قد ترد قراءتان مختلفتان في الآية الواحدة, ينتج عنهما تفسيران, كالاختلاف في قراءة "سكرت" من قوله تعالى: لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ( سورة الحجر:15).

فقد «قرئ سكرت بالتشديد والتخفيف ويحتمل أن يكون مشتقاً من السكر, فيكون معناه أجبرت أبصارنا فرأينا الأمر على غير حقيقته, أو من السكر وهو السد, فيكون معناه منعت أبصارنا من النظر»( التسهيل لعلوم التنزيل:2 / 144 – 145).

وقد أسهب ابن جرير الطبري (ت310هـ) في نسبة القراءتين وتفصيلات معانيها, ومن ذلك قوله: «واختلفت القراء في قراءة قوله: "سكرت" فقرأ أهل المدينة والعراق: سكرت بتشديد الكاف، بمعنى: غشيت وغطيت، هكذا كان يقول أبو عمرو بن العلاء فيما ذكر لي عنه. وذكر عن مجاهد أنه كان يقرأ: لقالوا إنما سكرت. حدثني بذلك الحرث، قال: ثنا القاسم، قال: سمعت الكسائي يحدث عن حمزة، عن شبل، عن مجاهد أنه قرأها: سكرت أبصارنا خفيفة. وذهب مجاهد في قراءته ذلك كذلك إلى: حبست أبصارنا عن الرؤية والنظر من سكور الريح، وذلك سكونها وركودها، يقال منه: سكرت الريح: إذا سكنت وركدت.

وقد حكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يقول: هو مأخوذ من سكر الشراب، وأن معناه: قد غشى أبصارنا السكر»( جامع البيان: 14/17), إلا أنه اختار قراءة التشديد ولم يجوز القراءة بغيرها لادعائه الإجماع عليها(المصدر نفسه: 14/19).

ومن أجاز القراءة بالتخفيف فحجته أن (وجه التخفيف أن هذا النحو من الفعل المسند إلى الجماعة قد يخفف)( الطوسي - التبيان:6 / 322).

فورود هاتين القراءتين أفاد تعدداً في المعنى, فلفظ "سكر" بالتشديد يعطي معنى السد والحبس, وبالتخفيف يعطي معنى التغطية والغشاوة(الجوهري- الصحاح:2 / 687). والملاحظ أن هاتين القراءتين وإن افترقتا في المعنى إلا أنهما يصبّان في واد واحد, وهو إنكار الكفار للحقيقة الجلية, تذرعاً بدعوى صرفهم عما يدعون أنه حقيقة, لشدة عنادٍ تحملهم على التشكيك في المشاهدات وجحدها, وإنكار المعلومات ورفضها(مجمع البيان:1/297). فلم يترتب على تعدد الفهم جراء القراءتين خلاف عقائدي أو فقهي أو غيره, بل هو نافع في مقام وصم الكفار بهذه الأوصاف.

بواسطة (5.9ألف نقاط)
أن الاختلاف في القراءات منه ما له أثر في التفسير، ومنه ما لا أثر له. واختلاف القراءات في هذا النوع إمَّا أن يبيّن معنى الآية، أو يوسع المعنى، أو يزيل الإشكال،
ختلاف معاني الألفاظ المختلفة أداءً في القراءات، هو من قبيل اختلاف التنوع في الأغلب، "وقد يكون معنى أحدهما ليس معنى الآخر؛ لكن كلا المعنيين حق.

اسئلة مشابهه

0 إجابة
29 مشاهدة
سُئل يناير 15، 2020 بواسطة مجهول
0 إجابة
82 مشاهدة
سُئل يونيو 21، 2016 بواسطة باحث اجابة ✬✬ (27.0ألف نقاط)
1 إجابة
245 مشاهدة
0 إجابة
50 مشاهدة
سُئل نوفمبر 15، 2023 بواسطة Isalna122021 ✬✬ (15.1ألف نقاط)
0 إجابة
58 مشاهدة
سُئل فبراير 7، 2021 بواسطة isalna022021 (8.6ألف نقاط)
0 إجابة
90 مشاهدة
سُئل ديسمبر 30، 2020 بواسطة مجهول
1 إجابة
131 مشاهدة
1 إجابة
815 مشاهدة
سُئل أبريل 8، 2020 بواسطة فرح