الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فالأصل في زخرفة المساجد المنْع ..عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ اَلْمَسَاجِدِ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ برقم(448), وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ برقم( 1615) وصححه الألباني .
قال البغوي في "شرح السنة " (2/349-350) والتشييد هو : رفْع البناء وتطويله ، ومنه قوله سبحانه وتعالى (في بروج مُشَيَّدة) وهي التي طُوِّلَ بناؤها.
وعند أبي دواد قال ابن عباس : "لَتُزَخْرِفُنَّهَا كما زخْرَفتْها اليهودُ و النصارى" والموقوف عن ابن عباس علّقه البخاري بصيغة الجزم . وقول ابن عباس معناه : أن اليهود والنصارى إنما زخْرَفوا معابدهم عندما حرَّفوا وبدّلوا دينهم ، وأنتم تصيرون إلى مثل حالهم ، وسيصير أمركم إلى المُرَاءَاة بالمساجد ، والمُبَاهَاة بتشييدها وتَزْيِينها .
و مما يدل أيضاً على منْع الزخرفة أن الأصل منْع كل ما يُلهِي المصلِّي عن صلاته .. فعن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى في خَمِيصةٍ لها أعلامٌ فنظَر إلى أعلامِها نظْرة ، فلما انصرف قال : "اذهبوا بخَمِيصتي هذه إلى أبي جَهْمٍ وائتُوني بأنْبِجَانِيَّة أبي جَهْمٍ فإنها ألْهَتْنِي آنِفاً في صلاتي" رواه البخاري ومسلم .
فالزخْرفة التي تؤدِّي إلى الإلهاء أو المباهاة أو السرَف لا تجوز ، و بالله التوفيق .
الشيخ محمد الصادق مغلِّس ، الشيخ أمين علي مقبل ،
الشيخ أحمد حسان(غائب بعذر) ، الشيخ مراد القدسي